قناة الجزيرة محور الصراع في أزمة الخليج

إسماعيل بوسروال
انفجرت الأزمة بين دول الخليج العربي واتهمت مجموعة منها (السعودية والإمارات والبحرين) دولة قطر بدعم الإرهاب.
تصعيد رهيب جاء بعد حروب طاحنة في فلسطين ثم العراق وسوريا واليمن وليبيا… ومن شأن هذا التصعيد الخطير ان يفجر أخرى تستهدف تدمير منطقة الخليج.
كان شكل التصعيد نادر الحدوث في العلاقات الدولية حيث مر إلى الحد الأقصى منذ اللحظة الأولى ولا يمكن أن تكون المرحلة الموالية سوى إعلان الحرب.
وبغض النظر عن الصدمة التي أصابتني كمواطن تونسي يتمنى الخير للخليج والمنطقة العربية التي تعاني الألم وراء الألم فإن قائمة المطالب والحجج تتضمن نقطتين لا يؤديان إلى تفهم الرأي العربي للتصعيد وهما نقطة تخص قناة الجزيرة أخرى تهم حركة حماس.
وسأتحدث في هذا المقال حول قناة الجزيرة.
وكمتابع لمختلف الفضائيات اعتبر الجزيرة محطة منفتحة على الرأي والرأي الآخر كما أنها ظلت “مسالمة” لدول مجلس التعاون الخليجي ولم اشاهد كما لم أتابع اي تقارير اخبارية في الجزيرة تتطرق إلى الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي. فما الذي يزعج “اهلنا في الخليج” في قناة الجزيرة ؟
حسب رأيي، كان موقف قناة الجزيرة عدم الاعتراف بالانقلاب العسكري في مصر وفضح جرائمه وأساليبه الدموية الفاشية في فرض المغامر عبد الفتاح السيسي حكمه بالحديد والنار… وهذا شرف لهذه المحطة التي كانت وفية لقيم الحق والعدل… وعدم الاعتراف بالوصول إلى السلطة على جثث المصريين.
ان قناة الجزيرة علامة منيرة للاعلام العربي المتحرر من توجيه السلطة والهادف إلى دعم مناخ الحريات والديمقراطية وهي لم تتعرض إلى دول مجلس التعاون الخليجي إلا بالخير.
وللتذكير فإن بنيامين نتنياهو قال سنة 2003 في مؤتمر منظمة (ايباك) في امريكا: “العالم العربي منطقة مظلمة نقطة الضوء الوحيدة فيه هي قناة الجزيرة”.
فهل يرغب بعض الناس في إطفاء نقطة الضوء الوحيدة في العالم العربي ؟
هدى الله اهلنا في الخليج العربي إلى التآخي والتضامن ولتكن أمامهم تجربة (الاتحاد الأوروبي) الذي يتنقل الناس بين دوله ومدنه ومعارضه وملاعبه الرياضية وكأنهم يتنقلون بين احياء مدينة واحدة لا بين دول قارة بأكملها!