تدوينات تونسية

السعودية والإمارات من تغطى بالأمريكان والصهاينة فهو العريان

صالح التيزاوي

تقول أخبار السيرة النبوية الموثقة والتي لا يرتقي إليها شك، أن نادي المشركين في قريش، لما رأوا في الدين الجديد خطرا داهما يهدد وجودهم، حيث إن قيم التحرر الإنساني والإجتماعي التي بشر بها أغرت عبيدا كثيرين بالدخول في الإسلام أملا في معانقة آدميتهم التي انتزعتها منهم قرون الجهل والضلال وأعطتهم الأمل في استعادة كرامتهم لذلك كان دخولهم في الإسلام أفواجا. هذا الوضع الجديد أقض مضاجع المشركين وقرؤوا فيها انقلابا لموازين القوى لصالح المنهج النبوي إن عاجلا أو آجلا. فقرروا التخلص من الوضع الجديد، فكان التنكيل بالمستضعفين إكراها لهم على العودة إلى وحل الجاهلية وإرهابا للآخرين حتى لا يفكروا في اتباع الدين الجديد. ولما لم يؤت هذا المنهج أكله لجؤوا إلى المقاطعة الشاملة للنبي وأصحابه إمعانا في صلفهم وعقابا للنبي على ما جاء به من أفكار توشك أن تطيح بسلطة المال والكهنوت.

فها هم آل سعود ومعهم قبائل النفط الإماراتية يستنجدون بالجاهلية فيعلنون مقاطعة قطر حتى تعود إلى حضيرة الإستبداد ولثنيها عن مؤازرة خيار الأمة في التحرر من الإستبداد.

لماذا يقاطعون قطر اليوم وبعد زيارة ترامب؟

يعاقبونها لأنها انخرطت منذ وقت مبكر من خلال قناة الجزرة في بناء الوعي العربي والإنحياز الواضح لقضايا الأمة والإنتصارللقضايا الإنسانية العادلة من خلال إعلام حرفي وهادف رفع هامة الإنسان العربي وأصبح فخرا ليس لقطر وحدها بل للأمة جميعا بعد أن كنا ولسنوات طويلة نتابع أخبار مجتمعاتنا وفضائح حكامنا من الإعلام الأجنبي حتى خيل إلينا أن العرب لا يستطيعون تقديم إعلام مهني وجذاب كما هو الشان في البلدان المتقدمة. لقد كان لقناة الجزيرة فضل السبق في افتتاح عصر جديد من الإعلام العربي يفضح الإستبداد وينتصر لقضايا الأمة. بعد ان غزانا طوفان من اليأس في انصلاح حال الأمة وتكوّن لدينا اعتقاد بأن الفشل “ماركة عربية”. كما ساد انطباع عام في الأوساط العالمية بأن الإستبداد “خصوصية عربية”. وهكذا سوق له “آل سعود” و”مخاليع الثورات العربية” و”إعلامهم الفاسد”.

الإماراتيون والسعوديون والسيسيون والحفتريون بعد تدبير الإنقلابات العسكرية وبعد الحروب الأهلية التي أوقدوا نارها في بلدان الربيع العربي اتجهوا إلى المصدر إلى قناة الجزيرة لكونها ساندت الثورات العربية. تدفع قطر اليوم ثمن وقوفها إلى جانب تطلعات الأمة إلى قيم الحرية والعدل والمساواة.

أما آل سعود ومشايخ النفط الإمراتي ونظام العمالة في مصر الذي يضع نفسه دائما تحت تصرف من يوفر حفنة “الرز” فهم دائما يخطئون معاركهم تحالفوا مع أمريكا لتدمير العراق فخرجت لهم إيران من القمقم وتحالفوا مع الصهاينة ضد الربيع العربي فخرجت لهم المليشيات الشيعية في اليمن والعراق وسوريا وستأكلهم مستبدا بعد آخر ولن تنفعهم لا أمريكا ولا الصهاينة لأنهم لم يتعلموا من التاريخ “إلي متغطي بالأمريكان عريان”. ولم يتعظوا بمخاليع العرب.

وهاهم اليوم وبطريقة غير مفاجئة وإنما ظهرت إرهاصاتها منذ تدبير الإنقلاب العسكري في مصر وفشل الإنقلاب في في تركيا ها هم اليوم يعلنون مقاطعة قطر والعين دائما على تركيا وعلى التجربة الناجحة في تونس سيفشل حصارهم كما فشل حصار المشركين من قبل للنبي الأكرم وكان تمزيق الوثيقة من أصحاب المروءة إعلانا عن انتصار قيم التحرر في وجه قيم التوحش والإستبداد.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock