عبد اللّطيف درباله
خطأ سياسي وديبلوماسي واتّصالي مثل الذي ارتكبه وزير البيئة رياض المؤخّر في إيطاليا.. ليس خطأ نادرا أو منفردا..
للأسف تصلني باستمرار من عديد المصادر في مختلف الوزارات.. أخبار وقائع أخطاء صادمة يرتكبها الكثير من الوزراء التونسيّون في مختلف الحكومات المتعاقبة..
أخطاء في البروتوكولات والاتّصال والسياسة.. وفي محتوى وطريقة الخطاب الرسمي.. وفي الأفكار المطروحة.. وغيره الكثير..
وصول الكثير من الأشخاص من مجرّد النشاط الحزبي إلى مناصب الوزراء وكتابة الدولة ونحوه.. مباشرة.. بدون المرور بمناصب وسطى.. ودون أيّ خبرة سابقة في إدارة شؤون الدولة.. وفي التعامل الرسمي مع الجهات والمسؤولين الأجانب.. ودون أيّ معرفة سابقة أو لاحقة أو تكوين أو تدريب في فنون الاتّصال والبروتوكول والتحاور وطرق إجراء المحادثات والحوارات السياسيّة الرسميّة.. جعل وزرائنا ومسؤولينا يرتكبون “كوارث فاضحة” (بأتمّ معنى الكلمة) في التعامل مع السياسيّين الأجانب.. لكنّ أغلبها يبقى في طيّ الكتمان ولا يفتضح أمرها.. لكونه يقع في لقاءات خاصّة إمّا بمكاتب أعضاء الحكومة وبعض المقرّات الخاصّة.. أو بمكاتب ومقرّات المسؤولين الأجانب في الرحلات الرسميّة والسياسيّة في الخارج.. أي في كلّ الحالات بعيدا عن كاميرات وميكروفونات الإعلام..!!!
ولا شكّ أنّ ذلك يؤثّر سلبا على الدولة وعلى هيبتها.. ويسيء لتونس.. وقد يكون سبّب ضررا سياسيا واقتصاديّا لها بطريقة أو بأخرى..
ومن الأخطاء الجسيمة التي تؤكّدها مصادر عديدة أنّ هناك نزعة دونيّة (“انبطاحيّة”) يتّسم بها سلوك أغلب المسؤولين التونسيّين عند اللقاء والتحاور مع وزراء ومسؤولي وحتّى سفراء الدول الكبرى.. مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وايطاليا وأنجلترا.. وتظهر في سلوكهم وطريقة كلامهم وتعابير وجوههم وأجسامهم.. وفي فحوى وطريقة خطابهم السياسي الرسمي.. وفي أفكارهم..
يحدث هذا مقابل حالة من “التطاوس” يتعمّدها جانب هامّ من المسؤولين التونسيّين عند مقابلة مسؤولي دول أخرى.. بما فيها الدول الآسيويّة الكبرى مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبيّة.. رغم أنّ هذه البلدان الثلاثة مثلا تعدّ من أقوى اقتصاديّات العالم.. وهي من أبرز مموّلي تونس سواء بالقروض الميسّرة.. أو بالهبات والمنح.. أو بالمساعدات النقديّة والعينيّة والتقنيّة والفنيّة.. وهي دول تحظى بثقل واحترام شديد في كلّ العالم بما فيها الدول نفسها التي يقدّرها ويهابها أكثر الوزراء التونسيّون..!!!
ولكنّها عقدة الغرب الضاربة في نفوسهم وعقليّتهم ما يبدو..!!!
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.