ناجي جلول… المثير أثناء الوزارة وبعدها
إمحمد ضيف الله
لم يكن ناجي جلول وزيرا عاديا بحيث لعب هو والإعلام معا لعبة الظهور المستمر بسبب أو بغير سبب ونسي بذلك عن قصد أو عن غير قصد أن العرب القدامى قالوا: الظهور يكسر الظهور (جمع ظهر) ففي بلد كل شيء فيه متحرك ومكشوف للعامة لا يمكن أن يستبله أحد الآخرين وحتى إن فعلها فان منسوب الحرية المرتفع للتعبير والبحث يمكن أن يلعب دوره في فضح من أراد التلاعب أو الاستبلاه سيما إذا كان مسؤولا أو وزيرا.
خرج إذا ناجي جلول من الوزارة خروجا غير مشرف بالمرة من الناحية البروتوكولية حيث اختار الشاهد إعلان إقالته عشية يوم عطلة أسبوعية وفي ذلك رمزية لمن يفهم في مسائل البرتوكول. لكن حتى وهو خارج الوزارة فقد ظل جلول يثير الأسئلة وأهمها الآن وهنا سؤال التوقيت وهل في الأمر سر أو صفقة ؟
نحن لا نملك معطيات ملموسة وحقائق ثابتة فلم تتعود الحكومة الحالية ولا سابقاتها تفسير أسباب الإقالات أو مواقيتها لكن بعض التسريبات من هنا وهناك تقول إن قرار إقالة جلول اتخذ من طرف حاكم قرطاج منذ مدة ليست بالقصيرة بعد الاتفاق والتشاور طبعا مع رئيس الحكومة وبقي إعلان القرار للرأي العام رهين إبرام صفقة ما بحيث يعلم الجميع إن المنظمة الشغيلة ومن ورائها نقابة التعليم هي أول من طالب برأسه وخاض المعارك تلو المعارك لتحقيق ذلك بقي مقابل أي ثمن ستضحي الحكومة بوزيرها.
البعض تحدث عن صمت المنظمة خلال تمرير قانون المصالحة الاقتصادية وأنا شخصيا لا أوافق هذا الرأي لان القانون إن تم تمريره فانه سيمرر تحت قبة باردو وهناك المنظمة الشغيلة لا يوجد لديها نواب يمثلونها ولكن ربما ما بعد المصادقة قد يقع تعبئة الشارع من طرف الرافضين للمشروع فهل تتعهد المنظمة الشغيلة بعدم مساندة الشارع إذا ما تم إقالة عدوهم اللدود جلول؟ ذاك هو ربما مربط الفرس.
أما القول بان بنودا أخرى ربما تم الاتفاق عليها وتعهد بها الاتحاد للحكومة مقابل إقالة جلول فالرأي عندي انه جائز وقد تكشف لنا الأيام القادمة بعض الحقائق أو كلها.
القصة كلها أو الصفقة هي من إخراج مخرج محنك ومتمرس على ممارسة سياسة المقايضات.