التونسي والبورطابل
البورطابل حاجة باهية ونُقلة نوعيّة متاع تواصل واتّصال كبيرة، وهاكا علاش فيسع خذا بلاصتو عند مختلف شعوب الأرض، ودخل في حياة النّاس اليوميّة، خصوصا أنّو يسهّل، يقرّب البعيد، يقضي الحوايج وينحّي الوحش زادة… وبما أنّ كل بلاد وأرطالها، وكلّ بلاد وبورطابلها، باش نشوفوا آشنوّا حال البورطابل في تونس،،، آش غيّر في حياة التونسي…
كيف ما بدينا كلامنا البورطابل خذا بلاصة كبيرة في الحياة اليوميّة، وفي تونس ولّى تعداد البورطابل بالملاين، البورطابل عند التونسي ولّى ضرورة ما عادش كماليّة، ضرورة مهما اختلفت طبقة انتماؤه ومهما كان يخدم وإلاّ بطّاّل، كبير وصغير وحتّى اللي يدْبي ع الحصير الكلّ صار عندو بورطابل، وكلّ واحد صار شيطانو في جيبو، قبلْ يقولّك كان وليدك ناقص كلام هزّو للحجّام، أمَا توّا كان وليدك ناقص كلام اشريلو بورطابل والسّلام،،،
أحْنا التوانسة خُلقي عندنا كـُثْر الحديث وكثرة الهدْرة وزاد عليها البورطابل، واللهجة التونسيّة واسعة وزاد ثراءها مع الألفاظ اللي استحدثها الجيل الصّاعد مع غزو الأنترنات والبورطابل. وهكّا ولاّت هدرة التونسي ما توفاش، والرّغيْ والحديث الفارغ زاد. وزيد يخلف على شركات الإتّصال اللي ما خلاّت ما تنوّع من التخفيضات والفورفيات والبونيصات وزيد عليها -الأس أم س- متاع كلّمني يرحم والديك وزادة حتّى من الكريدي ثمّة، خوذ اليوم وخلّص الشّارج الجاي…
واصرف يا تونسي، واللّي ما عندوش عويلة يشري بسيكلة ومنيقيلة…
لكن البورطابل لواش وفاش يستحقّو التونسي ؟؟؟
بخلاف استعمالو المشروع واللّي لازم، البرطابل عندنا زادة صالح باش يفيّق الرّاقد، والمْرا تلحّق بيه القضية اللّي اشتهاتها وإلاّ نساتها كيما جيب خبيزة وإنت طالع، وإلاّ راهي الغلّة وفات. البورطابل زادة التلامذة يكمّلوا بيه الدّروس اللّي ما انتبهوش ليها في القسم، أيضا بالبورطابل النّساء يتقابلو ويحكيوا بيه ع المسلسلات وع الموضة وآخر ريسات متاع ماكلة،،، أمّا الرجال يستحقّوه مثلا باش يكمّلوا الرابع متاع الرامي وإلاّ البلوت،،، وغيرو.
والبوطابل ثمّة آشكون يبيع ويشري بيه وهو في القهوة وإلا في الدّار، وثمّة آشكون يسأل بيه صبّو وإلاّ ما صبّوش وثمّة زادة آشكون يستعملوا في معاكسة خلق ربّي، وثمّة آش كون يونّس بيه وحدتو ويحمّلوا لواعج قلبو خصوصا بعد نصف الليل وأوقات السّحر…
حاصيلو أحنا التوانسة قريب نقولوا لليابانين (نحن قادمون)، بعد اللّي قالّك البورطابل يستعملوه جماعة التهريب في البرّو اللي هاربين من السّكادرة في البحرْ، ويستعملوه للسرقة وللحرْقة… وبرشا حوايج أُخَرْ…
هات توّا نشوفوا آش عمل البورطابل من تأثيرات جانبيّة -من إفّي أنديزيرابل- في حياتنا،
أوّلا البورطابل سهّل عمليّة الكذب والتبلعيط، مثلا تلقى واحد حاجتك بيه هوّ في طرف القهوة، تكلّمو يقلّك، أنا توّا في سوسة مثلا، وفي الوتيل الفلاني زاده، وإلاّ تلقى واحدة هي في الفريب وإلاّ عند الحجّامة كيف تطلبها تقولّك أنا توّا في الخدمة، أونْ بلان ترافاي، وإلاّ الصّنايعي اللي متفاهم معاه وتستنّى فيه وهو راقد في الدّار، تكلّموا يقلّك هاني في الثنيّة وقريب نوصلّك…
ثانيا قلق البورطابل ياسر وولّى ها القلق يدخل دارك من غير استئذان، واللي يكلّمك أكثر الأحيان وغالبا لازم باش تجاوبو، تجاوبو سواء كنت راقد وإلا فايق، متغشش وإلا رايق، فاضي وإلا متضايق ويلزمك تتفاعل معاه زاده وإلا تولّي ماكش ناس ملاح…
ثالثا البورطابل عوّض بنسبة كبيرة اللقاءات (وجها لوجه) والزيارات الحميميّة والمجاملات الباهية بالحضور وولاّت المساج المقُولبة الشّايحة هي اللّي حاضرة في تواصلنا وتعاملنا…
لكن اللّي أخطر من هذا الكلّ هو دخول البورطابل في العلاقات العائليّة، العايلة ولاّت تسير بالبورطابل، الصّغار يوكّلوهم والديهم بالبورطابل، يلبّسوهم بالبورطابل، يطلبوا حاجتهم بالبورطابل وحتّى السؤال عن أحوالهم وآش مقلّقهم ولّى في بعض الأحيان بالبورطابل، على خاطر الوالدين يخدموا وديما مزروبين وما عندهمش وقت، وإلاّ هذي حجّتهم على الأقلّ،،، نزيدكم حاجة، مع الأورديناتير والتابلات والبورطابل تقريبا انعدم التواصل العايلي مقابل انفتاح غير مشروط ولا مُراقب على العالم الإفتراضي،،، العالم الإفتراضي اللّي ولّى يحكم ويتحكّم في جيلنا القادم ولا حدّ أطلق صيحة فزع !!
أعزّائي، طبعا كلامنا هذا موش ضدّ البورطابل في ذاتو، البورطابل حاجة باهية ومواكبة للعصر، لكن يلزم نتعاملوا معاه بعقليّة واعية، ماذابينا نستعملوا البورطابل على قاعدة،،، نضبطوا استعملاته كمّا وكيْــفَـــا… ونبعدوا على الإستعمال المفرط والخاطيء.