عبد القادر عبار
لفظ “النجاشي” هو صفة تطلق على الحاكم في إفريقيا، مثل قيصر للروم، وكسرى للفرس، وأما اسمه الحقيقي فهو “أصْحَمَة” ومعناها : “عطيّة”.
1429 عامًا مرت على وفاة هذا الملك الإفريقي الذي اُعتُبِر أعدل حاكم في زمانه، حيث لم يُظلَمْ عنده أحد، شهد له بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أول من رعى واحترم حق ّاللجوء السياسي، ولم يخضع لابتزاز شرطة أنتربول قريش التي لاحقت أفرادا من المعارضة الإسلامية، كانوا قد لجؤوا إليه هربا من أذى وظلم وبطش كفار مكة، وساومته برشاوى وهدايا كثيرة وقيمة على استردادهم فرفض، وحتى عندما هددته بخطر إرهابهم على مملكته، فانه لم يخضع ولم يتراجع.
في مثل هذا الشهر / رجب من السنة التاسعة هجرية، نَعَى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الصحابة، وفاة ملك الحبشة / أثيوبيا اليوم، المشهور بـ “الّنجاشي” فخطب فيهم قائلا : اليوم مات رجلٌ صالح.. قوموا فصلّوا على أخيكم “أصْحَمَة”.. ثم خرج بهم إلى المُصلّى، وصلّى بهم عليه صلاة الغائب. قال العلماء إنما صلى عليه، لأنه كان مؤمنا يكتم إيمانه عن قومه حتى لا يخلعوه، وعندما مات لم يكن حوله من المسلمين من يصلي عليه.
أين مروءة سليل رعاة البقر “ترامب” الأشقر، من شهامة ذلك السياسي الأسود ورجولة المرحوم بإذن الله: “أصْحَمَة” النجاشي ؟؟.. ان ما بين أخلاق الحاكميْن ومواقفهما بُعد المشرقيْن.
النجاشي: مروءةً ومواقفَ.. يبدو ضرورة ٌ عصريّة، يحتاجها العالم في هذا الزمن السياسي الصعب الملوّث بطيش ساسة الرّداءة.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.