السبسي والشاهد وجلّول، اللّبيب من الإشارة يفهم
عبد اللّطيف درباله
“اللّبيب من الإشارة يفهم”.. حكمة يبدو أنّ الباجي قايد السبسي ويوسف الشاهد وناجي جلّول لا يدركونها..!
فمنذ أن أصبح نور الدين الطبّوبي أمينا عاما لاتحاد الشغل.. حاول تهدئة الأمور بين نقابات التعليم وبين الحكومة ووزير التعليم ناجي جلّول.. وتجنّب التصعيد.. وعارض حتّى اليوم المصادقة على قرار النقابات بالتعليق المفتوح للدروس بداية من يوم 27 مارس.. لكنّه في نفس الوقت واظب على الإدلاء بتصريحات متتالية مفادها أنّه لا مكان لوزير تعليم أهان الأساتذة والمعلمين وقزّمهم وشوّههم.. ومقصده بـلا شكّ هو ناجي جلّول الذي فعل ذلك..
الطبّوبي قالها بأشكال وعبارات مختلفة.. ومتكرّرة ومتواترة ومنتظمة.. من ثاني يوم تسّلم فيه قيادة الاتّحاد.. إلى قبل أيام بمؤتمر كبير في صفاقس إحياء لذكرى الحبيب عاشور..
واللبيب يفهم من ذلك أنّ الطبوبي ضبط النفس.. وتجنّب التصعيد حتّى لا يحرج الحكومة ويحفظ ماء وجهها.. منتظرا أن تفهم هي في المقابل إشاراته الواضحة بأنه لا مكان لناجي جلّول في وزارة التربية بعد أن قلّل من احترام المربّين..
تاركا لهم الوقت والفرصة للتصّرف وإخراجه بالطريقة التي يرونها مناسبة دون أن يظهر وأنّه إذعان لإضراب أو اعتصام أو وقف للدروس..
لكنّ لا السبسي يسمع.. ولا الشاهد يدرك.. ولا جلّول يحبّ أن يفهم..!!
واليوم تطلع مستشارة وزير التربية ناجي جلّول لتقول بأنّ “الإرهاب النفسي” الذي يمارسه لسعد اليعقوبي (الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي) أخطر من “إرهاب الجبال” واصفة بذلك النقابي المذكور بالإرهابي..!!
ويبدو أنّه لا لبيب في الحكومة المتبلّدة يفهم الإشارات..
فهم يفهمون فقط لغة القوّة وليّ الذراع..!!
فترجمة الحكمة العربية “اللّبيب من الإشارة يفهم”.. في الأمثلة الشعبيّة التونسيّة هي “الحرّ من غمزة و…”.. وبقيّة العبارة تعرفونها..
وحكومتنا على ما يبدو لا تفهم إلاّ بـ”اللّمزة”..!!!