من أحاديث المقاهي الخلفية
محمد بن نصر
“…بالتصويت على حق الأمنيين في الإنتخاب نكون على أبواب أن ننهي كل القضايا الحساسة في الملف السياسي لصالحنا، تحصين الثورة، المصالحة مع المفسدين أمنيا وسياسيا، قانون الإرهاب، إلخ…
مسألتان مازالتا في الأفق، الأولى مشروع تجريم النطبيع الذي على ما يبدو قد قتل في المهد، فالمتحمسون لعرضه على المجلس لم يعودوا بنفس الحماسة وحتى وإن عرض فلن يحصل على أغلبية الأصوات. المسألة الثانية هي جلسات استماع هيئة الحقيقة والكرامة، مسألة مقلقة، فمن ناحية هي ضرورية لأنّها تصلح إذا وقفت عند هذا الحد، أن تكون سنفونية حزينة ومؤثرة لتشييع الثورة إلى مثواها الأخير ومن ناحية أخرى قد تؤثر في الرأي العام ولذلك يجب أن نشفع كل جلسة بجلبة إعلامية كبيرة حول قضية من القضايا المفتعلة، مثلما فعلنا في قضية عودة الإرهابيين، نبدد بها ما تركته هذه الجلسات من أثر في نفوس المتابعين.
علينا في الأيام القادمة أن نكثّف من الإشادة بشيخهم ونوهمه أنّه قاب قوسين أو أدنى من قصر قرطاج. نحن في أشد الحاجة لذلك لأنّنا في حاجة ماسة لأجواء مريحة حتى نمرّر القوانين المتعلقة بالملف الإجتماعي. مشكلتنا مع هذا النوع من القوانين، أنّنا سنكون في مواجهة مع المجتمع ككل وليس فقط مع النهضة.
سنبدأ بتقديم مشروع قانون مكافحة كل أشكال العنف والتمييز ضد المرأة، المتضمن لمسألة الجندر وما أدراك ما الجندر. صحيح أن كبيرهم قد أعطى إشارة إيجابية في مؤتمر دايفس ولكن هذا لا يكفي. في هذا الإطار نثمّن الخطوة التي أقدم عليها رئيس الحكومة بتسمية عددا معتبرا من المعتمدين التابعين لهم. بعض من وهم السلطة كاف لإسكاتهم.
بالرغم من تفرقنا استطعنا أن نباعد المسافة بينهم وبين الثورة حتى صارت عندهم نسيا منسيا. ولكن في المسائل الإجتماعية يجب أن نوحّد جهودنا أكثر لأن المعركة ستكون مع المجتمع، صحيح أنّنا أضعفنا قوى المناعة فيه من خلال برامجنا التلفزية التي تناولت كل القضايا المُحرمة دينيا ولكن لا ندري كيف ستكون ردة فعل الأوساط التقليدية………”.
وحتى لا يُساء الفهم، هذا قليل من كثير لا ينقله لكم الإعلام ولكن وفقه تُرسم السياسات وتُطبخ القرارات…