“فوق الرّتبة، مُمَيَّزًا”
عبد القادر عبار
مِن الأدب أن يُعْرَفَ لأهل الفَضْل فَضلَهم، ومعاملة ُالناس بما يناسب أحوالهم وأقدارهم، مظهرٌ من مظاهر “الذكاء الاجتماعي”.
وقد وجّهنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى إكرام ذوي الفضل والمكانة فقال: “أنزلوا الناس منازلهم”. ومعنى إنزال الناس منازلهم، أن نعطي كل واحد قدره بما يلائم حاله من سن أو دين أو علم أو شرف.
استبشرنا كثيرا بالغيْث النافع الذي غمَر وبَلَّ كثيرا من إخواننا وزملائنا المربّين، الذين تعبوا في حرث العقول وصقل النفوس، أولئك المرابطون الصامدون على ثغور التربية والتعليم، يُعدّون للوطن ذخيرتَه من الشباب المتعلّم والمتميّز، ويُجهّزون للبلاد احتياطيّها الاستراتيجي من القوة، ومن رباط العلم والمعرفة.
هذه القطرة من “قم للمربّي وفّه التبجيلا” وان جاءت متأخرة، ففيها بعض ردّ الاعتبار والجميل والمعروف، لجنودٍ طالما سهروا، وقاوموا، وبذلوا، ولم يبخلوا، رغم الكثير ممّا نالهم من البَخْس والهمْز واللمْز.
جميلٌ أن يظلّ فينا المربّي، مُميَّزًا، تقديرًا لتميُّزه عن غيره، بالسّهر والمُرابَطة، والعطاء والإنفاق النفسي والعقلي.. ولهذا قال العارفون قديما “من علّمني حرْفا صرتُ له عبْدًا”.. وهي أسمي وأشرف أنواع العبودية.
فهنيئاً لكُلّ من بَلَّهُ غيثُ الترقيات.