الأربعاء 5 فبراير 2025

بالحِبْر الشَّامِت !!

عبد القادر عبار
“إسرائيل تحترق”.. أسالت كثيرا من الحبْر الشامت، والحبْر المضاد.
ومن بني قومنا، للأسف، من يستكثر علينا حتى الشماتة بعدوٍّ، ولغ طويلا وكثيرا في دمائنا، وخرّب أرضنا، وأقتلع زيتوننا، وهدم دورنا، وسرق وطننا ودنّس مقدساتنا.
وكما عهدناهم، يظهرون أمامنا الآن، بغير لون جلدتهم الكالحة : أرِقّاءَ، رُحَمَاءَ، تسيل الشفقة من قلوبهم، ويقولون لك: أليسوا من أهل الكتاب ؟ الشماتة ليست من أخلاق المسلم ؟ كلنا إخوة من آدم ؟.. إلى آخر ما يتقنون من زخرف القول وزوره.. ووَدُّوا لو يقدرون على حمل سطل ماء، ليساهموا به في إطفاء النار ؟؟ كل ذلك ادّعاءً لإظهار إنسانيتهم المزيّفة.
هذه الإنسانية (الانتخابية) الكاذبة، التي يُحِلِّونَها عامًا، ويُحرّمُونَهَا أعوامًا، يرتشون بها إخوانَ القردة، عسى أن يلقوا إليهم بوسام، أويمنحونهم جائزة ثقافية، أو دعوة لزيارة.
ولكن رغم أنف كل من يلومنا على الشماتة باحتراق من ظنّ انه لن يحترق، يبقى أن يعلم أن من حق المظلوم أن يشمت بنكبة ظالمه، ومن حق المقهور أن ينتشي بهزيمة من كان يمارس عليه الاستكبار والتسلط، ومن حق الفلسطيني أن يصفق للنار وهي تحصد المستوطنين وتنسف المستوطنات، وتدمّر ترسانة عدوٍّ سلبه وطنه، وحاصر حلمه، وفرض عليه اللجوء المُرّ، والغربة، وجعله المُشَرّد الدولي رقم واحد.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

بين الإمام مواطنًا.. والإمام خطيبًا

عبد القادر عبار للأسف، لا تزال صورة الإمام الخطيب.. عند كثير من الناس مظلومة، وحقوقه …

مناظرة غير متلفزة بين الملك ويوسف !

عبد القادر عبار 1. لان الشيء بالشيء يذكر على قول المثل.. ذكرتني المناظرات الرئاسية التلفزية …

اترك رد