تدوينات تونسية

لماذا انتفضوا على حكم المحكمة بتبرئة المتّهمين ؟

عبد اللّطيف درباله

ـ سؤال: لماذا انتفضت مجموعة من الأحزاب والشخصيّات السياسيّة وقطاع من وسائل الإعلام والإعلاميّين.. على حكم المحكمة بتبرئة المتّهمين باغتيال المرحوم لطفي نقض بعد إيقافهم ظلما طيلة أربع سنوات… وأقاموا الدنيا البارحة واليوم (وغدا أيضا) ولم يقعدوها؟؟
ـ جواب: لأنّ هذه القوى السياسيّة لا تملك أيّ برنامج سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو فكري أو ثقافي للوصول إلى السلطة ولحكم تونس.. وأنّ كلّ ما تملكه هذه المجموعة من “المشتغلين” بالسياسة هو خرافات وهميّة وأكاذيب منمّقة وأساطير مزوّرة صنعتها بإصرار وقح على تزييف الحقائق وبمساعدة إعلام يحترف التزوير ورعاية الأكاذيب وبثّ الإشاعات وصناعة الصور النمطيّة..

وأنّهم صنعوا جميعا لذلك أصناما سياسيّة مثل “الشهيد” “لطفي نقض” بنوا عليه وعلى غيره حملتهم الانتخابيّة وبروباغندا مشروعهم السياسي الأجوف وشوّهوا به خصومهم وربطوا عمدا وقصدا وعن سوء نيّة بين منافسيهم السياسيّين في الانتخابات وبين جرائم مثل اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي وسقراط الشارني رحمهم اللّه جميعا وفضح قاتليهم الحقيقيّين..
هذه القوى السياسيّة فازت بمئات آلاف الأصوات بفضل الأكاذيب التي سوّقتها وغسلت بها عقول شريحة هامّة من الناخبين.. وهي لذلك تخشى انهيار هذه الأكاذيب واحدة بعد أخرى وظهور الحقيقة.. ويقلقهم حكم قضائي يكشف كذبة أو خدعة “الاغتيال السياسي للشهيد لطفي نقض” مثلا..
هؤلاء لا يريدون ولا يحبّون الحقيقة.. إنّهم يريدون فقط المحافظة على أكاذيبهم التي صنعوها ورعوها وسوّقوا لها وانتفعوا بها واستفادوا منها ونجحوا بها في الانتخابات وتاجروا بها في سوق السياسة والإعلام وتمعّشوا منها سياسيّا طيلة سنوات..
ولو تكشف كلّ الحقائق عن عمليّات الاغتيال السياسي لبلعيد والبراهمي.. وعمليّات اغتيال وقتل الأمنيّين والعسكريّين.. لسقطت ورقة التوت الأخيرة عن هذه الشخصيّات والأحزاب والقوى السياسيّة والإعلاميّة.. ولانهارت أسطورتهم في ثوان وافتضح أمرهم لدى الشعب التونسي المغرّر بالكثير منه من الذين أوهموهم فعلا بأكاذيب لا واقع لها بتاتا..

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock