تدوينات تونسية

البغدادي أمريكيا / ترامب داعشيا…

الأمين البوعزيزي
لطالما عمل رأس المال في أمريكا على عرقلة نمو وعي الطبقة العاملة بذاتها ولذاتها عبر إغراق الولايات المتحدة كل عام بهجرات جديدة من كل مكان، تنتظم اثنيا وتتصارع ثقافيا… مما أعاق نمو أحزاب اجتماعية…
لذلك يبقى “الحزب الديمقراطي” الليبرالي الاجتماعي ذي النزوع العولمي، المعبر عن بعض طموحات سائر ضحايا رأس المال في أمريكا…
في حين يعبر “الحزب الجمهوري” عن النزوع الفاشي الشوفيني الذي يعمل على طمس التناقضات الاجتماعية، خدمةً للـ wasp / الأقلية البيضاء البروتستانتية المتنفذة (مالكة تصنيع النفط والسلاح). واِلهاء عموم الأمريكيين بخطاب هووي شوفيني يطمس عدوانه على الداخل الأمريكي بحروب امبراطورية عدوانية واختلاق أعداء هوويين في الأمم المضطهدة…
ترامب يتعهد بسحق داعش…
ترامب الفاشي في نسخة امبراطورية صليبو-رأسمالية حتما سيقابله ازهار نسخة مشتقة منه، امبراطورية داعشية اسلامو-عربية…

اللّي محيّرني هو ابتهاج تلاميذ عبد العزيز العروي في تونس (يسارجيون بافلوفيون وشبّيحة غوغائيون) بفوز داعش الأمريكية، التي ستعيق أكثر تشكّل وعي تحرري تونسي وعربي قاعدته حق الأمم والطبقات المضطهدة في تقرير المصير، لصالح تنامي وعي عاطفي غوغائي جارف للجهاد الامبراطوري في نسخة اسلاموية داعشية…
ــــــــــــــــ مبروك عليكم البغدادي الأمريكي هناك ونظيره ترامب الداعشي هنا… في صدام الهمجيات… لسحق الأمم والطبقات المضطهدة…
المتابع لتعاليق التونسيين بمختلف تلويناتهم حول سرك عمار الأمريكي يلحظ أنها لا تعكس طبيعة المعارك الانتخابية في مجتمع رأسمالي، وإنما تعكس نظرتهم الى حكامهم وانتظاراتهم منهم، حيث الدولة تقوى بحاكمها وتضعف بضعفه، وحيث انتظار الحاكم المخلّص…
الانتخابات في المجتمعات الرأسمالية يا سادة، صناعة رأسمالية تتحكم فيها مصانع السلاح والنفط… ويُعّد الإعلام (الدعاية) أحد أسلحتها الفتّاكة في التضليل وقصف العقول…
فرأس المال قادر على شراء وترويض أعتى الديمقراطيات…
كما أن من يُماهون بين ترامب وهيلاري، انّما هم تنميطيون سذّج أو تضليليون، لا فرق بينهم وبين الرؤى الاستشراقية الغرباوية التي ترى كل العرب دواعش…
#هيلاري هي مرشح النسخة الرأسمالية “اللايت” التي تحكم قبضتها وفق أسلوب الديمقراطية الشكلية التي تقيّد الاستبداد ولا تنهيه…
#ترامب هو مرشح النسخة الرأسمالية الفاشية المتوحشة التي تحكم قبضتها وفق الأسلوب الفاشي الشعبوي الذي يتخذ من الديمقراطية الشكلية مطيّة للسّطو على المجتمع واِلهائه بالشعارات الشوفينية التي تطمس التناقضات الاجتماعية والثقافية التي تشق المجتمع الأمريكي واِلهائه بحروب عدوانية على الأمم المضطهدة تحت دعاوي المجد الأمريكي…

الشبّيحة يثرثرون “رحل أوباما وبقي بشار”… متناسين أن أوباما منتخب ولو شكليا وكون بشار وارث عن انقلابي مجرمَيْن أقرب الى ترامب الفاشي…
الجمهوريون والديمقراطيون في أمريكا يتّفقون استراتيجيا حول مصالح أمريكا، فقط يختلفون حول استراتيجيات الهيمنة الخارجية:
جمهوريون ليسوا معنيين بأيّ تحولات ديمقراطية في المنطقة العربية بل تعنيهم مصالحهم التي يعتبرون أن وحدهم الفاشيون قادرون على تحقيقها لهم، لذلك ينحازون إلى الانقلابيين والتوريثيين التسلطيين…
ديمقراطيون لا يقلّون عن الجمهوريين اصرارا على حفظ مصالح أمريكا وطموحها الامبراطوري، لكنهم يعتبرون أنّ الرهان على النظم التوريثية التسلطية والانقلابية الفاشية انّما يفرّخ الثورات والتطرّفات، لذلك يجنحون إلى استراتيجية الترويج الديمقراطي في المنطقة العربية لحفظ مصالحهم عبر تشريك أقصى ما يمكن من القوى داخل البرلمانات لمحاصرة أي نزوع ثوري جذري يبني ديمقراطيات تقرير المصير الوطني الشعبي…

ــــــــــــــــــــ الفاشيون والشبيحة والانقلابيون وقطاع الطرق لدينا أقرب الى شيطنة أيّ نزوع ديمقراطي لدينا بتهمة أنه مشروع أمريكي، لذلك قلوبهم أقرب إلى ترامب…
أما نحن فنقول: لن نرمي الطفل بغسيله، الديمقراطية هي أسلوب الشعوب في تقرير المصير، لذلك نثور لفرضها ونكافح لحمايتها وبنائها وتجذيرها… نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا… بوصلتنا الخيار #المواطني_الاجتماعي_السيادي
وحدهم التسلطيون من ينتحلون الوطنجية الكاذبة لاستبدال الهيمنة الخارجية بهيمنة محلية… والطغاة والغزاة أولياء بعض…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock