تدوينات تونسية

بالمرصـــــــــــــــــــــــــــــــــاد

إسماعيل بوسروال

صرح رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي انه يعلم أن عددا من قادة النهضة وأنصارها ليسوا على رأي رئيس حركة النهضة في ما يخص سياسة التوافق المنتهجة في تونس وانه بالمرصاد. هكذا قرأت التصريح في القدس العربي بتاريخ 12 أكتوبر 2016.

رابط المقال: http://www.alquds.co.uk/?p=612080

ولكنه لم يشر إلى الأسباب… وكان عليه ان يستفسر وان يستعين بمستشاره الفذ بن طيشة ليبين له العامل الكامن وراء “صحة رؤوس النهضويين” الذين لم يطيعوا رئيس حزبهم ولماذا هم غاضبون أو غير راضين عن الباجي وعن النداء ؟

وانني لا افشي سرا عندما اقول انني حضرت حوارات حضارية راقية في اجتماعات حركة النهضة قبل الانتخابات التشريعية والرئاسية 2014 “الدور الثاني” لقد اجتهدت قيادة حركة النهضىة في فك الارتباط مع المرشح الرئاسي د. منصف المرزوقي من باب “حرية الاختيار” من باب إقرار التوازن في الموقف لا غير… ولكن الموجة الجماهيرية العامة للمزاج النهضوي كان رافضا اي تأييد للباجي قائد السبسي ويرفض منحه توقيعا على بياض لانه لا تتوفر الخصال التي يحوزها د. منصف المرزوقي.

يدرك شعب النهضة أن اكراهات خارجية وإقليمية خاصة لم تكن لصالح المرشح د. منصف المرزوقي ولكنهم يثقون في أن المرزوقي سيحترم الدستور وسيحمي قيم ثورة الحرية والكرامة كما سيكون وفيا للديمقراطية و أمينا على ترسيخ مؤسسات دولة تحترم مواطنيها. كان شعب النهضة يشك في نوايا نداء تونس وفي رئيسه الباجي لاسيما وانه لم يقدموا اعتذارا عن الجرائم المرتكبة في حق الشعب التونسي منذ معركة الاستقلال إلى قيام الثورة. جرائم قد نختلف في تقدير حجمها ولكنها تتلخص في فشل منوال التنمية وفشل إرساء أسلوب الحكم الديمقراطي وما رافقهما من ظلم وقهر وسوء تصرف في الموارد.

لقد رأى الشعب التونسي بأكمله عودة المنظومة القديمة بنفس الأساليب وبنفس العقليات وهي الاستئثار بالدولة في الوظائف العامة العليا والاحتكار للفضاءات الإعلامية العمومية ومنعها عن التونسيين أصحاب الرأي الأخر فضلا عن غياب التنمية للجهات الداخلية المهمشة تاريخيا.

إن التونسيين جميعا يقفون بالمرصاد لمنظومة الفساد والاستبداد التي تتضح ملامحها في ترسيخ “حكم الحزب الواحد” و”الزعيم الواحد” و”تأجيل الانتخابات البلدية والمحلية الى أجل غير مسمّى” وسيقاومون كل مظاهر الانحراف عن دستور الجمهورية الثانية بالوسائل السلمية والمدنية من اجل تحقيق أهداف ثورة 17-14 في الحرية والكرامة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock