“ترامب” لم يلتزم بقبول نتائج الإنتخابات
مختار صادق
تابعت المناظرة الثالثة والأخيرة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ليلة البارحة بين “هيلاري كلينتون” و”دونالد ترامب”! نقطة واحدة سأتناولها بالتحليل هنا وهي حسب رأيي تؤشر لمنحى خطير في السياسة الأمريكية وسيكون لها تداعياتها على العالم. “ترامب” لم يلتزم بقبول نتائج الانتخابات بل قال أنه سيعلن موقفه فقط عقب الإنتهاء من العملية فاتحا بذلك الباب للطعن في نتائج الإنتخابات بعد ان اتهم وسائل الإعلام والفريق المنافس بالعمل على تزوير الإنتخابات! هذا اتهام خطير يتعدى “هيلاري كلينتون” والحزب الديمقراطي بل يضرب قواعد العمل السياسي برمته من الأساس فالحديث هنا ليس عن دولة من دول العالم الثالث ولكن عن أعرق الديمقراطيات في العالم!
كل الخبراء أجمعوا أن تزوير الإنتخابات في أمريكا من قبيل المستحيلات لا لشئ سوى لأن إدارة العملية الإنتخابية هي ليست من مشمولات الحكومة الفيدرالية بل هي عملية محلية وتديرها الولايات الخمسون بطريقة لا مركزية ومستقلة.
موقف “ترامب” وعلاوة على أن لا دليل يسنده فإنه موقف فيه قدر كبير من اللامسؤولية بل ومن الخطورة ما قد يفتح الأبواب للعنف. في المقابل فإنه موقف غاية في الدهاء السياسي! فبهذا الموقف وضع “ترامب” كل الجهات المتداخلة في العملية الانتخابية في حالة استنفار قصوى وأعطى نفسه ورقة مفاوضات قوية جدا مسبقا مهما كانت نتيجة الانتخابات.
ورغم أن الإختلافات جوهرية بين التجربة الديمقراطية الهشة في تونس ونظيرتها الأمريكية إلا أن هذا الموقف يعطي درسا في فن التفاوض على سياسيينا وخاصة منهم الإسلاميون التعلم منه عند إدارة مسألة “التوافق” وليس العمل بحسن النية وكشف الأوراق مسبقا والثقة العمياء في المنافس!