الإنتخابات القادمة ربّما لن تكون نزيهة.. حتّى وإن كانت حرّة..!!
المؤسّسات الإعلاميّة العموميّة سواء التي على ملك الدولة أصلا.. أو تلك المصادرة وتحت إدارتها حاليّا في انتظار بيعها الذي يبدو أنّه لن يحصل ولا أحد من الحكومة راغبا فيه.. تتّجه في حركات منظّمة ومقصودة إلى تعيين “إعلاميّين” موالين لحزب نداء تونس وللباجي قايد السبسي وعائلته الحاكمة لإدارتها وتسييرها.. وهو ما سيجعل وسائل الإعلام العمومي أبواقا للدعاية الانتخابيّة المعلنة والخفيّة لمرشّحي ولحزب آل السبسي أيّا كان اسمه في الانتخابات القادمة.. سواء البلديّة أو التشريعيّة أو الرئاسيّة..
وبعد مكافأة إلياس الغربي بمنصب مدير التلفزة التونسيّة نظير الخدمات الإعلاميّة الدعائيّة التي قدّمها للسبسي وحزبه في انتخابات 2014.. سيقع مكافأة إعلاميّين وصحفيّين آخرين بتقليدهم مناصب سامية على رأس الإذاعات والصحف العموميّة.. وهو ما سيسيل له لعاب البقيّة ويدفعهم لخدمة السبسي وعائلته من جديد وباستمرار وبقوّة موالاة أكبر..
هكذا سيجتمع الإعلام العمومي مع الإعلام الخاصّ على تزييف وعي المواطن التونسي.. عبر الأخبار الموجّهة والبروباغندا الفجّة والدعاية السياسيّة المفضوحة أو المستترة.. وبقيّة الخدمات الإعلاميّة مدفوعة الأجر نقدا أو مناصبا.. !!
وستقع الغالبيّة العظمى من الناخبين تحت تأثير الإعلام الموجّه فينتخبون بناء على وعي مزيّف ومعطيات مغلوطة.. حتّى وإن كانوا أحرار في اختيار المرشّح الذي يريدونه عند الخلوة في قاعة التصويت…