شكيب الدرويش وسامي الفهري…
(مقاربة ميديولوجية نقدية لرؤية تحريرية)
رصد : الحبيب بوعجيلة
تؤكد مصادري شبه المُطلعة أن اعتماد المحامي الشاب شكيب الدرويش المستشار السابق في وزارة العدالة الانتقالية و المقرب من النهضة كمحلل سياسي أو “مُعدل” اعلامي (موديراتور) في قناة الحوار التونسي كان اختيارا شخصيا من صاحبها سامي الفهري. بدأ ظهور شكيب الدرويش في برنامج “كلام الناس” الى جانب محلل آخر هو لطفي العماري و تطور هذا الحضور الى حصة أسبوعية ثانية في البرنامج الاخباري اليومي 7_24 بحضور محمد بوغلاب الى جانب المحللين السابقين.
الأخبار المُسربة من كواليس القناة تؤكد حالة امتعاض أصابت منذ بداية تطبيق هذا “الأمر التحريري” (تواجد شكيب) منشطي ومحللي البرنامجين وقد لاحظ المشاهدون وضعية التواطؤ والاستهداف التي يمارسها “زملاء” الدرويش وهي الممارسات التي تُؤكد المصادر أنه يتم توصية الضيوف من سياسيين وفنانين ومثقفين ومزاودية وراقصات باقترافها في مواجهة “المحلل الشاب”. هذا الاستهداف أصاب شكيب الدرويش في حالات كثيرة بالغضب والرغبة في الانسحاب من التجربة ولكن اجابة سامي الفهري كانت دائما والعهدة على المصادر : “آش يهمك فيهم… واصل… أريد أن تكون هناك”.
وبقطع النظر عن مدى صحة هذه المعلومات التي لا تعنينا نقارب هذه التجربة التحريرية من وجهة نظر الميديولوجيا (علوم الميديا) ومقومات برامج “التوك شو” وبلاتوات التحليل السياسي لتأمل خلفياتها وايجابياتها أو سلبياتها.
حرص الفهري على تواجد شكيب الدرويش لا يمكن تفسيره بالرغبة في ضمان مقومات التوازن التحريري اذ يبدو الخلل واضحا في المنوعة أو البلاتو الذي يتحول غالبا الى تقابل ربع زاوية نظر يمثلها الدرويش مع ثلاثة أرباع زاوية أخرى يتعاون على تمريرها المنشط وباقي المُحللين والضيوف. فهل يتعلق الأمر بخلفية “ما بعد مهنية” لصاحب القناة في الاحتفاظ بخيط “ود سياسي” مع الطرف المقابل لوجهة نظر المنظومة المهيمنة حاليا في المشهد الاعلامي ؟ هل يتعلق الأمر بتسويات لإحضار صوت مُغيب في امبراطورية اعلام العار ضمن مخطط استراتيجي يستفيد منه صاحب القناة والطرف الذي يُحمل عليه شكيب الدرويش؟ وهل هناك فعلا استفادة أو غُنم يجنيه هذا المحلل الشاب في المستقبل أهمها اكتساب تجربة الصبر على شراسة “قاتلة” تبدو على زملائه أمام الكاميرا ؟
من خلال استشراف مُحتمل لردود الفعل النفسية للمتلقي (المتفرج) نُقدر أن الانعكاس الشرطي البسيكواعلامي يكون في وجهتين : اما أن ينخرط جزء من المتفرجين في نفس هدف المنشط ورفاقه وضيوفه في استهجان وتبخيس شكيب الدرويش والحق أننا لا نُرجح كثيرا هذه الوجهة ولكنها تبقى ممكنة. أو ينخرط جزء كبير من المتفرجين شيئا فشيئا (مفعول الحقنة الاعلامية العكسي) في التعاطف مع المحلل المستضعف والانتباه أكثر لوجهة نظره والاعجاب بسعة صدره مقابل استهجان عدوانية ونمطية خصومه وتكرر نفس “تيمة” تحاليلهم الجاهزة. لكن السؤال هنا : هل يدرك سامي الفهري هذا الانعكاس الايجابي ويقصده ؟ أم أنه لا يتوقعه ولم يفكر فيه ؟… من ناحية علمية بحتة لا نتصور أن وسائل اعلام مثل الحوار التونسي و التي ترعاها بيوت خبرة اعلامية معولمة يمكن أن تغيب عنها هذه المعطيات.. فلمصلحة من يتم ذلك ؟. للتحليل بقية