تدوينات تونسية
سالم الأبيض واحد من علاماتنا
بعض الأصدقاء سارعوا إلى “إدانة” صياغة الدكتور سالم الأبيض حول أفضلية دكتاتور عادل على ديمقراطي عميل… بعضهم سارع بإعلان سقوط الرجل كما لو أنه كان يتصيد له زلة لسان.
- الذين نشهد لهم بنصاعة تاريخهم وبنضاليتهم لا يمكن أن نستعجل إدانتهم حتى إن بدا لنا أنهم أخطأوا أو أساؤوا التعبير.
- في قضية الحال هل المقارنة هي بين “العميل” و”الوطني” أم بين “الديمقراطي” و”الديكتاتور”؟
- المقارنة بين ديمقراطي عميل ودكتاتور وطني // وليس بين ديمقراطي وطني ودكتاتور عميل. هل يستقيم الأمر ؟ نقلبه بهدوء: يمكن أن يستغفل حاكم عموم الناس بخطاب شعبوي ويسمح بممارسة ما يشتهيه العوام وما يظنونه حرية وديمقراطية فلا ينتبهون إلى كونه إنما يُلهيهم عن قضايا وطنهم يفتحه لتدخل الغزاة لا بجيوشهم وإنما بثقافتهم ورأسمالهم واستخباراتهم تماما كما يحصل اليوم في بلاد الربيع العربي.
- حين تكون الأوطان مهددة بالفوضى تُسن قوانين الطوارئ وتُعتمد الأحكام العرفية منعا لكل اختراق وتحصينا للسيادة الوطنية وفي مثل تلك الأحوال يتنازل الناس طواعية عن مساحة من حريتهم ـ إلى حين ـ من أجل تركيز مجهود السلطة الأمنية على رصد التهديدات الداخلية والخارجية. وحين يكون النظام “وطنيا” كما ذكر الدكتور الأبيض ويحتاج أن يكون “صارما” حد “الديكتاتورية” بما هي حرص على سلامة الوطن فإنه بالتأكيد يكون أفضل من “عميل” يُخادع شعبه ويوهمه بكونه “ديمقراطيا” حين يشغله بالفراغ كي يفسج المجال للاختراق.
- لا يتعلق الأمر باختيار مبدأ في المطلق إنما يتعلق باختيار ضرورة في الأزمة فالخيار الأكمل يكون بين “وطني ديمقراطي” و “دكتاتور عميل” وهو أصل المعادلة فالوطني لا يكون إلا ديمقراطيا والعميل لا يكون إلا دكتاتورا.
- سالم الأبيض لا يزايدن عليه أحد في روحيته الإنسانية وهدوئه المعرفي ورحابة صدره ونزوعه نحو الحرية والتحرر وهو واحد من علاماتنا التي قد تسيء التعبير وقد تسيء التقدير ولكنها لا يمكن أن تبرر الجريمة وإرهاب السلطة.
- في ظل الفوضى والإختراقات الأمنية والأمية السياسية والسقوط الأخلاقي وشيوع التهريب والإرهاب تحتاج الأوطان “مستبدا عادلا” أو “دكتاتوريا وطنيا”.
إذا لم يستقر الوضع في بلادنا خلال سنة من الآن وتسارع الانهيار الإقتصادي والأمني سيلهج الناس باسم الجيش وسيقولون : “حكم عسكري يحفظ أمننا أفضل من ديمقراطية يُشرف عليها عملاء وخونة متحالفين مع الإرهاب والتهريب والتخريب”.
من آزر بشارا ….و أيده ..و مجد العقيد مرارا ..و رضي بالحرية في تونس و تمتع بها و أنكرها على السوريين و المصريين …و لم يقل كلمة واحدة ضد انقلاب السيسي ………الا يرضى بانقلاب على المسار الانتخابي في تونس اذا قاده قومي ..
سيدي الكريم أعتقد أن ما يستفز في كلام الدكتور سالم لبيض هو أن الأمة استبيحت ولعقود طويلة تحت هذه الشعارات والمقولات المخادعة فحكموها وحاكموها بقانون الطوارئ وكتموا كل نفس حرّ باسم الوطنية … فهل نعيد انتاج نفس الخطاب.