الأحد 23 مارس 2025

عجوزٌ تُفْحِمُ الرئيس

.
دخلت امرأة أرملة عجوز على السيد الرئيس، السلطان “سليمان القانوني” تشكو إليه بعض اعتداء بلطجيّة الوطن الذين سرقوا لها بعض غنمها ليلا، بينما كانت نائمة، فقال لها السلطان : كان عليك أن تسهري وتحرسي مواشيك، وأن لا تنامي ؟ فأجابت العجوز (التي مازالت إصبعها مُلطّخة بأثر حبر الانتخابات الأزرق الذي يشهد على وطنيتها وانتمائها) : “ظننتك يا سيّدنا ساهراً علينا، تحرسنا، فنمتُ مطمئنة البال، خاصة بعد خطاب التنصيب الذي أشبعتنا فيه بالوعود والتطمينات، ووعدتنا فيه بنشر السلم الاجتماعي ومكافحة الإرهاب والفساد” فبُهِت َ السلطان من جوابها.. ثم تبسم ابتسامة ميكانيكية ليخفي هزيمته، وقال لها: صدقت وأحسنت، أنا الراعي المؤتمن، وما كان على الراعي في أرض الذئاب المتوحشة، أن ينام، ويعطيها الفرصة لترويع الرعية، ونهب ثرواتها وممتلكاتها. ووعدها بالتعويض، عند وصول أول دفعة من القروض الدولية، وبفتح تحقيق في الجريمة ؟
_____
وفي نشرة أخبار المساء، قال المذيع : أنّ مواطنة كبيرة السنّ تَظَلّمَتْ إلى سيادته فتفاجأت بما لمسته منه من الرقّة والرحمة والتفاعل والتجاوب والفهم، ممّا أبكاها تأثّرا وفرحًا، حتى بكى “سيادته” لبكائها ؟

اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

بين الإمام مواطنًا.. والإمام خطيبًا

عبد القادر عبار للأسف، لا تزال صورة الإمام الخطيب.. عند كثير من الناس مظلومة، وحقوقه …

مناظرة غير متلفزة بين الملك ويوسف !

عبد القادر عبار 1. لان الشيء بالشيء يذكر على قول المثل.. ذكرتني المناظرات الرئاسية التلفزية …

اترك تعليق