تدوينات تونسية

فَهِمُوا.. وما فَهِمْنا.. تُرَى متَى نَفْهَم ؟؟

عبد القادر عبار

لان الطفلَ عندهم هو، أبُو الرجُل، ورجُل الغد، كما في المثل الفرنسي : (L’enfant est le père de l’homme).

ولأن المدرسة عندهم.. تربية مَمْزوجة بالتعليم.. وتعليم مَمزوجٌ بالتربية والأخلاق (نحن لا نعرف إلا ممزوج الياغورط).. ولأنهم ينظرون إلى المُتَعلِّمين كودائع وأمانات تجب حمايتها والحفاظ عليها، وذخائر وطنيّة يجب حسن توجيهها وحسن تهيئتها واستثمارها :

بلغنا أن إحدى المدارس في الصين.. تضع قضبانا حديدية برتقالية اللون على مقاعد الطلاب للحفاظ على نظر التلميذ، واستقامة عمود ه الفقري.
ومدرسة أخرى.. تعاقب من يأتي من تلاميذها بجوّاله، مهما كان نوعه، وذلك بِرَمْيِه في سطل مملوء ماءً، حتى لا يعود صالحا للاستعمال.
الأولى، تحرص على سلامة الجسد وقوام الهيئة، وحسن السَّمْت، لتلميذ الغد، الذي قد يصبح مسئولا حكوميا.. فيكون سليم القامة، لا ينحني لاِمْلاءات أحد، كما يكون حادّ النظر لا يغيب عن نظره شيء.
والثانية، تحرص على جديّة الانضباط، وصرامة الالتزام، واحترام القانون، لِنَحْت مواطن الغد، الذي لن يفكر أبدا في مخالفةٍ مهما كانت، ولن يتجاوز القانون مها كانت رتبته ووظيفته.
ولم تُجرّمهما معارضةٌ، ولا سخِرَ منهما الإعلام.. ولا خضعتا لاستجواب ولا هُدِّدَتا بالإغلاق.
أما عندنا، فالمربّي، مديرًا كان أو معلّما، ينتظره مجلس التأديب، لو فكّر حتى في مجرّد بَثٍّ تجريبي، لأي مبادرة تخدم التلميذ ،وتميّز المدرسة، وينخرط الإعلام في تجريمه، واتهامه بتجاوز وصايا مجلة حقوق الطفل.
______
بالمناسبة، هذا المثل الفرنسي.. (L’enfant est le père de l’homme) كان احد مواضيع مادة الفلسفة التي خضناها في باكالوريا الترشيح دورة جوان 1972 وكانت المادة تدرّس بالفرنسيّة.. وضاربُها “5”… يا حسرة على ذلك الزمان وطلابه.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock