تدوينات تونسية

سقوط لوبان تعازي لأبواق الثورة المضادة

أبو يعرب المرزوقي

من عجائب الدهر أن كل مفردات الخطاب السياسي للأحزاب، التي تدعي الانتساب إلى الجبهة الديمقراطية، من الأسماء الاضداد: يفرحون بترومب ولوبان.
ديموقراطيو العرب هم أقصى اليمين الغربي عامة، والمشترك بينهم ليس الديمقراطية، بل كراهية حكم المسلمين لأنفسهم ورفضهم البقاء تحت وصايتهم.
نتائج الانتخابات الفرنسية لحظة حزن وألم مكبوتتين: يندبون حظهم.

لن يدافع ماكرون عن مواقفهم المقززة من ثورة شعوبهم على الاستبداد والفساد، وليس هذا فحسب، بل إن ما يسعون لمنعه باسم حداثتهم الحمقاء، سيكون مباحا في أمهم فرنسا، فالرجل أدرى منهم بمعنى العلمانية كما سمعته يحدد دلالتها، وبين أن يتامى اليسار المتخلف، وبقايا القومية الفاشية، وأراذل النظام المستبد والفاسد، كانوا ينتظرون النجدة من اليمين الإوروبي: سقط أملهم الأخير.
سمعت اليوم في احدى القنوات التلفزية التونسية “محللين” متحذلقين، أحدهما أظنه ممن درس الفلسفة، والثاني ممن “يمضع” كليشيهات من علم الاجتماع، يحللون الشأن الليبي فرحين بحفتر.
ولم أعجب، فمن ينحاز لبشار، ومليشيات إيران، والسيسي، والحوثي، وطالح اليمن، لا يمكن أن يكون إنسانا فضلا عن أن يكون تقدميا أو يساريا، أو حتى قوميا.
الخوف والرعب من فقدان سلطانهم على الشعوب والتمعش من الأنظمة المستبدة والفاسدة، هو المحرك الوحيد الذي يفهمنا دناءة أدعياء الديمقراطية.
أي يسار واي قومية وأي ديمقراطية تجعل كل الأسماء تصبح من الأضداد في أفواه الأوغاد من طبالي أنظمة الاستبداد والفساد وتخريب البلاد والعباد؟
يدعون التقدمية، ويعتبرون الإمارات ثورية وتركيا رجعية، لأن الأولى تمول الثورة المضادة، والثانية تحاول مساعدة الشعوب المستعبدة بنخب مثلهم.
ويمكن القول إن براعة التحليل عند جل الحاضرين في هذه البلاتوهات، أشبه بعمق الابداع الذي من جنس “حماتي العزيزة”: انحطاط فكري وخيالي لا قرار له.

هل هؤلاء نخب علمانية؟ أم هم دجالون أعماهم حقدهم على ثورة شعبهم؟
ينتظرون من عميل مخابرات إنفاذ ليبيا ولا يهمهم توعده تونس بالويل والثبور !

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock