توفيق رمضان
رغم أنه في ذكرى تاسيس الكيان من كل عام تخرج الفرق اليهودية المتشددة (حرس المدينة) كأبرز فرقة لتحرق العلم الصهيوني تعبيرا منها عن رفضها اقامة دولة اليهود على الاراضي الفلسطينية وعن عدم اعترافها بالدولة ومؤسساتها فإن ذلك لم يجلب الأنظار ولم يشكل حدثا تتناولة مواقع التواصل الاجتماعي مثلما حدث مع احتجاجات «الفلاشا».
الغرباء وهي ترجمة لعبارة « الفلاشا » هم يهود أثيوبيا -ارض الحبشة قديما التي هاجر إليها المسلمون الأوائل لأن بها ملك لا يظلم عنده أحد يدعى النجاشي- الذين هاجروا إلى «الأرض الموعودة» في منتصف ثمانينات القرن الماضي عبر السودان إبان حكم النميري واستقر بهم المقام فيها. إلا أن تعرض أحد أبنائهم للقتل على يد الشرطة الصهيونية أشعل فيهم الحمية وتذكروا لون بشرتهم الذي رأوا فيه السبب الأصلي لما تعرض له الولد، فجعلوها قضية عنصرية بامتياز داخل الخيمة اليهودية فكانت المواجهة مع الشرطة وراينا يهودا في مواجهة يهود، يا إلاهي حتى أحفاد موسى يمكن أن يتقاتلوا .
منذ سبعين عاما والكيان الصهيوني يسوق نفسه كواحة للحرية والديمقراطية بين صحاري بربرية همجية عليها خيام لقبائل عربية لا تؤمن بما يؤمن به من حقوق وحريات وتداول سلمي على السلطة كانت سببا في تقدمه وتخلفها.
رغم نجاح الصهاينة في كسب المعركة الاعلامية التي جعلته ملاكا في حضرة شياطين «عرب» و «مسلمين» مستغلين في ذلك اخطاء وفظاعات يقوم بها البعض من بني جلدتنا ولا ننكرها، فإن حادثة مقتل الشاب الأثيوبي مثلت فرصة لطرح الاسئلة: هل يفعلها أحفاد النجاشي ويسقطون ورقة التوت التي تغطي سوءة الصهاينة وتنكشف عوراتهم كقاتلين للانبياء قديما وكمرتكبي جرائم حرب ومجازر في تحد صارخ لكل المواثيق والأعراف الدولية ؟. هل يفعلها «الفلاشا» وينجحون في تدويل قضيتهم ويفضحون سياسات الكيان رغم سيطرة هذا الأخير على الاعلام العالمي؟ هل ينجحون فيما فشل فيه العرب عند استشهاد محمد الدرة ؟
ما يقوم به «الفلاشا» اليوم يشكل فرصة مواتية لاعلامنا العربي وخاصة تلك القنوات التي تتمتع بامكانات مالية ضخمة ورصيد بشري متمرس له خبرة التعامل مع مثل هذه الاحداث وتوجيهها الوجهة التي من خلالها نسقط القناع عن بني صهيون ليطلع العالم على قبحهم وذلك باظهار عنجهيتهم وعنصريتهم وكذبة جنة الديمقراطية التي بزعمونها. أم أن اعلامنا العربي اختصاصه الصراعات العربية عربية، السنية الشيعية؟ يجب على اعلامنا العربي اعطاء تحركات «الفلاشا» ومطالبهم العناية والاهتمام الاعلامي اللازمين وجعلها الحدث الأبرز على الساحة لمزيد تعرية الحقيقة وكسب أكثر تأييد لدى الرأي العام العالمي لنصرة قضيتنا الأم.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.