الأمين البوعزيزي
“معارك حماس تشغلنا عن ذكر الله”.
“ثورات هنري ليفي ساهمت في خذلان المقاومة”.
الثرثرة الأولى سمعتها مباشرة من فم مناضل حمساوي ذات محاضرة سنة 2013 متحدثا عن فايروس السلفية التي تسللت إلى غزة الرباط..
الثرثرة الثانية هي كلمة سر كل الانقلابات القومجية لكسر ظهر ثورات المواطنة التي اندلعت بعد عقود طويلة من تصديق الشعوب العربية لبيانات الانقلابات العسكرية التي طالبتهم بالصمت وتأجيل حياتهم فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة… عقود مرت تحولت أثناءها الكلمات الكبيرة إلى كبائر وأصبح توريث الأوطان من الآباء إلى الأبناء مومانعة وتحويل الأوطان إلى مزارع عائلية صمود وتصدي… عقود ضاعت فيها فلسطين وتم تذبيح المقاومة في الأردن ولبنان على أيدي جيوش المومانعة والصمود والتصدي… عقود مرت أصبح فيها السودان سودانين والعراق عراقين والشعوب لم تعد تعرف نفسها بالعربية أو حتى السورية والمصرية والسودانية والمغربية والعراقية بل صرنا تراها تلوذ وتفاخر بهويات متوحشة سنية وشيعية وقبطية وزنجية وأمازيغية ومارونية وعلوية ودرزية..
في مثل هكذا خراب وهوان ودجل سلطوي انتفضت الشعوب تحت صرخة مواطنون، انتفاضات أخرجت أفضل ما في الشعوب من تضامن… رأينا ساحة التحرير بالقاهرة المسلم يصلي والمسيحي يحميه من عسكر الانقلابات. رأينا الشعب السوري يهتف طوال ستة أشهر سلاحه الورود الحمراء… سقط بنعلي فوجدنا عشرات الآلاف من التونسيين يهتفون لانتصارهم تحت شعار الشعب يريد تحرير فلسطين… رأينا شعب مصر يحتفل بانتصاره عبر محاصرة العمارة وغلق السفارة ورفع راية فلسطين… ورأينا بشار القومي يسارع باعتقال الثائرين المدنيين ويطلق سراح جحافل التكفيريين (الذين كانت مخابراته تجمعهم لشحنهم لعراق الزرقاوي) أطلقهم لخلط الأوراق وتصوير ما يجري كونه صنيع إرهابيين لا ثورة مواطنين… ورأينا الڨدافي القومي يصرخ هؤلاء جرذان وإخوان خطر على إسرائيل (التسجيل موجود)…
ترى من تآمر على فلسطين يا أبناء قراد الخيل؟!
الثورات أم الانقلابات؟!
القومية أم الديمقراطية؟
الآن الآن “أبول عليكم وأسكر” بعبارة مظفر النواب التي كانت تسكركم🤔
✔️سئل المفكر المشتبك عصمت سيف الدولة بعد كامب ديفيد، نراك انشغلت عن فلسطين والأمة العربية بمعاركك الإقليمية في مصر.
أجاب: لطالما رددت معكم جميعا كون القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وأولوية الأولويات، أما الآن فأقول لكم تحرير مصر هو القضية المركزية (هذا الكلام موثق في كتاب عن الناصريين واليهم).
✔️عام 2010 شهر جوان في مدينة سيدي بوزيد مسيرة شعبية (في الحقيقة ليست شعبية بل كفاحية تضم بضع عشرات المناضلين) لإسناد فلسطين… انقسمت الشعارات بين قائلين: “مقاومة مقاومة لا صلح لا مساومة” و “غزة غزة رمز العزة” (لاحظوا أنها شعارات آمنة لا تصطدم بالسلطة، والسلطة بدورها تشجع هذا النوع من مواكب اللطم الذي يفرغ شحنات الاحتقان الداخلي نحو الخارج).
قابلتها شعارات أخرى: “من الرديّف حتى لغزة المبادئ لا تتجزأ”. “مواطنة مقاومة لا استبداد ولا تطبيع”.
كان ثمة خطان يهتفان لفلسطين،
خط يراكم للثورة ضد الفساد والاستبداد وخط متواطئ مع الفساد والاستبداد يتغنى بالثورة وساعة اندلعت لعنها وقال عنها فوضى هنري ليفي!!
✔️كثيرا ما يستدعيني الكاتب الصحفي المحترم الحسين بن عمر في برنامج حصاد 24 بقناة الزيتونة المهجّرة؛ في لقاء خاص، وكنت كلما كانت الحلقة حول المقاومة أترجاه برمجة فقرة حول الانقلاب والعكس كذلك كلما كانت الحلقة حول معارك المواطنة والديمقراطية في تونس أترجاه تخصيص نقطة حوار حول معارك المقاومة في فلسطين. إيمانا مني أن المختبئين وراء الإسناد الكلمنجي الآمن للمقاومة هناك إنما يتسترون على جبنهم وخذلان شعبهم هنا. وإيمانا منا كون معارك المقاومة والمواطنة كوجهي العملة كل فصل بينهما يهدمهما معا.
👈🏿 ترى من منا صنيعة هنري ليفي يا أحفاد صنيعة لورنس العرب؟!

اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.