عمار الجماعي
لسنا الآن وهنا في حاجة لـ ديمقراطية لن تتحقق بقوانينها لتصبح غدا مطلبا جماعيا إلا متى حققنا شرطا بدونه سنظل نحرث في سباخ المعنى..
أذكر جيّدا عندما كنت طفلا حافيا في ربوع “السّقي” ظهور “كرة” لأوّل مرة بين أترابي. لا أذكر في الحقيقة صاحبها ولكنّي على يقين الآن أنّ والد أحدهم قد أتى بها مع البصل والطماطم من “سوڨ أولاد منصور” ! ولأنّنا كنّا لا نعرف قوانين اللعب كأن نضع مرمى للأهداف وحدودا للملعب وعدم اللمس باليد وغيرها مما هو معروف من “أصول اللعبة “، فإنّنا كنّا فقط ” نطبّ ” الكرة حيثما اتفق وكيفما شاءت لها أقدامنا الهمجيّة فنخرج منهكين ولا ندري من فاز منّا حتى “فلقها ” أحدهم بظفر ساقه فأنهى علاقتنا ب” الكرة “!

الآن يا صاحبي قٍس على هذا “تجربتنا الديمقراطية” فيما مرّ على أقدامنا أقصد على رؤوسنا من بدع “الديمكراتوس”! لقد كنّا -كما أقرها الجميع- نعيش ديمقراطية شكلية بلا أي هدف حتى جاء من “فلقها”.. ما فعلناه بعد الثورة هو أنّنا لعبناها بالتحشيد الأيديولوجي ومارسناها بغير أهلها ولا بقوانينها وحدودها. وكان الأمر أشبه بـ “التمرين” على التعايش بين الفرقاء لم ننجح فيه. أصبح الأمر الآن من الماضي وإنما ذكّرنا به ليعرف كلٌّ أنّنا كنّا في الحقيقة إنما “نطبّ في الديمقراطية طبًّا”.. لا أكثر. ذهب ذلك الزمن وبقيت أحقاده وثاراته وأسوأ ما فيه. من يتحمّل مسؤولية “خراب مالطة”؟.. هذه مسألة أخرى.
نأتي الآن يا صاحبي إلى ما نحن فيه من سوء منقلب أمام تمسّك السلطة القائمة بما نحن عليه فننظر إلى ما نحن في حاجة له بدون تلك الإجابة العاجزة :”إستعادة الديمقراطية”. تقديري أنّنا لا نحتاج اليوم لدروس تدارك في الديمقراطية (نعرفوها جيدا وبايلين عليها حاشاكم) ولا إقامة الحجّة على زيد أو عمرو ومطالبته ب”المراجعة السوجاعة ” والاعتراف أمام “الكاهن الديمقراطي” بالذنب والاعتذار وربما حتى طلب العفو. لا أعتقد أننا في حاجة اليوم إلى تحقيق انتصارات تافهة لن تزيد إلا في تصعيد غريزة الانتقام ..
نعم.. لسنا الآن وهنا في حاجة لديمقراطية لن تتحقق بقوانينها لتصبح غدا مطلبا جماعيا إلا متى حققنا شرطا بدونه سنظل نحرث في سباخ المعنى وهو حسب تقديري كسر جبال الجليد بين فرقاء الوطن. نعم .. المشكل حسب رأيي نفسي (سمّه مكابرة إن شئت أو اعتقاد في الطهورية أو ما شئت). نحتاج فعلا إلى “اختراق” في جبهات يمتنع بعضها عن بعض (أنا لا أتحدث عن وهم كنت أعتقده في العشرية اسمه “المشتركات”) بمعنى أن نحاول كسر جدار الصمت بين الإسلاميين والقوميين واليسار والدساترة.. أفرادا خاصّة فلست أطمع بأكثر من هذا. أن نستغلّ كلّ بادرة لتليين حدّة الخلاف لا أن نستغلها للتشكيك في النّوايا. فأنا ممن يعتقد أنّ فنجان قهوة يمكن أن يزيل غشاوة مستحكمة بين متخاصمين.
باختصار : نحتاج ” حوارا وطنيا ” بعيدا عن السلطة بين مكونات الساحة السياسية يمكن أن نتجاوز به هذه العقد النّفسية لا أن نذّكر بقوانين اللعب الديمقراطي. فجبهة 18 أكتوبر إنما بدأت بهذا التواضع.
على العموم كان خذيتوا برايي الله يبارك في أعمالكم ..قلتوا “لا ” بوغبّار ليكم والله لا يردّ فاس على هراوة 😜😜😜
وهذي خليقتي كان مازلت نجبدلكم على حاجة 😜
“الخال”
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.