نصر الدين السويلمي
قامت الكثير من المواقع الإعلامية السعودية وأكثر منها من النشطاء الذين يغردون في سرب معسكر الثورات المضادة، بالترويج لمقولة نسبت إلى القيادي الفلسطيني أسامة حمدان، وتهدف إلى النيل من الرجل وحركته، وتقديمه كعدو للثورة السورية، وهي مقولة اقتطعت من سياقها وتم توظيفها بطريقة ماكرة. والغريب أن البعض انحدر الى مستوى نقل وترويج ما نشرته قناة العربية حول هذا الأمر! قناة العربية التي قال فيها العالم الأسير الدكتور عبد العزيز الطريفي “لو كانت قناة العربية في زمن النبي ما اجتمع المنافقون إلا فيها ولا أنفقت أموال بني قريظة إلا عليها”.
لن أركز على كلمات حمدان، فقط سقت الخبر كمدخل للحالة السورية، وللذين يخلطون بين التعاطف مع ثورة الشعب السوري وبين الانصهار فيها وفي توجهاتها وعلاقاتها وانحيازاتها بشكل حرفي! وهذا التفكير السطحي يسيء إلى مصالح الأمة الاستراتيجية ويحصرها في زاوية، بل ويحنطها كما ويفقدها المرونة، ويمزق نسيج الحرية والمقاومة لصالح أحزمة الأنظمة القمعية.

والذين يأخذون على حماس علاقتها بحزب الله على خلفية جرائمه التي اقترفها في سوريا لعقد يزيد، وكذا علاقتها بإيران على نفس الخلفية، عليهم أن يتعلموا من حالة الوعي التي سادت بين ضحايا النظام السعودي المجرم وما فعله بالثورات العربية، وكيف تفهموا علاقة الغزل بين الثورة السورية ونظام محمد بن سلمان الإجرامي، لقد كتمنا وبالغنا في الكتمان حين رأينا الشرع يعانق مجرم المنشار جلاد العلماء مستباح أرض الحرمين الشريفين، ذلك لأننا نحترم الخصوصيات وندرك الإكراهات، والأكيد أن رموز الثورة السورية يدركون انه من غير قطر وتركيا كانت بقية الأنظمة العربية وعلى راسها السعودية تعمل بجد على تبييض الأسد وإعادة تأهيله حين باغتتهم الثورة وأجهزت على أجنداتهم، كما تدرك الثورة السورية أن المقاومة خسرت الكثير من الدعم اللوجستي عندما انحازت للشعب السوري في ثورته والكل يدرك ما فعله السفاح بمخيم اليرموك وتصفيته للرموز الفلسطينية بمساعدة الجبهة الشعبية التي تحالفت معه. ومازالت الذاكرة تحتفظ بكلمات الشهيد هنية التي قالها في الجامع الأزهر العام 2012 “أحيي كل شعوب الربيع العربي وأحيي شعب سوريا البطل الذي يسعى نحو الحرية والديمقراطية والإصلاح.”
المعنى.. انه لا سبيل للمقارنة بين أعراب الخيانة والذل والهوان وحزب الله بل وايران، ولولا الانحياز الطائفي وتغليب المذهبي على حساب المبدئي وما طال الشعب السوري من تقتيل وتشريد بالحراب المذهبية، لكان مجرد المقارنة بين حسن نصر الله ومحمد بن سلمان فاحشة مسقطة، فبينما دفع حسن عمره يقارع الكيان، دفع بن سلمان أو عرض 10 ملايين دولار مقابل قضاء ليلة مع لعوب أمريكية ك/ك.. وختمها بالجنون المالي حين اشترى لوحة المسيح “مخلص العالم” بـ 450 مليون دولار.
نصرالدين السويلمي
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.