الأمين البوعزيزي
شكل حدث ما سمي بـ “الأسبوع الثقافي الإيراني في تونس” مناسبة أخرى للجدل حد إثارة الغبار في صفوف النخب التونسية المختلفة في تصوراتها ورؤاها: وهذا طبيعي وضروري لكن غير الطبيعي هو غياب مشتركات يفرضها الانتماء لرقعة البلد التي يعيشون فيها دون رغبة في التعايش!
![الأسبوع الثقافي الإيراني في تونس](https://i0.wp.com/tadwinet.net/wp-content/uploads/2025/02/%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D9%88%D8%B9-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3%D9%8A.jpg?resize=618%2C324&ssl=1)
وبما أن هذا الفضاء ليس تافها (كما يروج لذلك المحبطون. ففضيلة هذا الفضاء السيبراني Cyberspace (على هناته) أنه كسر احتكار الوصول إلى الناس الذي كانت تمارسه نخب عصر الورق والرقيب. يكفي أن أعتى الصحف الورقية ودور النشر الورقي تتخذ لها مكانا في هذه الأمكنة التفاعلية السائلة لمزيد وسرعة الوصول إلى الناس) قلت بما أن هذا الفضاء ليس تافها سأكتب مرة أخرى حول نازلة النشاط المخابراتي لنظام الملالي في تونس تفاعلا ومنطلقا وليس سجالا مع تدوينة لصديق لا يغضبه اختلافي معه مهما تجذر.
تدوينة للخال صاغها كعهده بشكل ساخر لتبخيس الرؤى التي يختلف معها ولتمرير ما يريد بشكل ضاحك للنيل من جدية التحذيرات التي يطلقها المتوجسون/المنزعجون من التسرب المخابراتي المذهبي الناعم الذي يتنكر في أنشطة “ثقافية”.
فلا بأس أن يصم الخال عمار المختلفين عن تقديراته للنازلة بـ”سوق المزايدة” و”الغوغائية التي لا تفرق بين السياسة والثقافة المحضة” وكأني بالخال نسي الدرس السعيدي حول الثقافة والسياسة والهيمنة!!!
يتهم الخال المختلفين معه بـ “قلب ظهر المجن لمن كنا نهتف له عندما كانت إيران وأذرعها في المنطقة تحارب على جبهة المقاومة وتقدم الشهداء”!
وربما هي فرصة لتذكير الخال ومن هم على رأيه أن أهم تيارين سياسيين في بلاد العرب صفقا طويلا للثورة الإيرانية حتى بعد سطو الخميني عليها. ففي #تونس مثلا؛ رحب تيار “الاتجاه الإسلامي” بالثورة الإيرانية حتى جرى وصمهم بـ #الخومينيين في خطاب السلطة البورڨيبي.
أذكر منذ عقود وأنا تلميذ الـ 13 عاما في عامه الأول بالمعهد الثانوي بسيدي بوزيد نشيدا يتغنى به نشطاء حركة “الاتجاه الإسلامي” في صفوف الحركة التلمذية تقول كلماته “أول ما نبدأ نبدأ بإيران ونزيد نثنّي بباكستان والعاقبة لأفغانستان وتونسنا إن شاء الله إسلامية…الخ…
لم تثِر الخلفية المذهبية الشيعية حفيظة حركة الاتجاه الإسلامي السنّية أيامها بل وُجد في صفوفها ما عُرف بخط الإمام.. فما الذي غيّر الموقف يا ترى، هل هي الدعاية الوهابو_نفطية التي يُرجٓم بها كل متوجس
أم بسبب التطييف الذي مارسته الخومينية باسم “تصدير الثورة”. وهاهي أربع عواصم عربية مخربة طائفيا وكيانيا تحت راية “تحرير فلسطين” ويا ويل من يجرؤ على قول طريق القدس ليس تخريب وتطييف عواصم مجد الاسلام التاريخي!!!
أما التيار الثاني فالكل يعرف أن نظام معمر القذافي (بما مثله من رفع راية القومية العربية في نسختها الناصرية بعد عبد الناصر) من انحياز مطلق للثورة الإيرانية حتى آخر يوم في عمره دون اكتراث بصرخات صدام حسين الذي تفطن باكرا لنوايا التوسع والثأر الفارسي اليزدجردي العائد في جلباب الثأر للحسين من يزيد !!!
كذلك يقول الخال “لا أعادي أي جهة أو ثقافة”.
لا عزيزي الخال، نحن نعادي أية جهة تتلاعب بالأمن القومي والعقائدي والثقافي الذي يعمل على زعزعة بلدي تونس وأمتي العربية/أمة الدعوة. أيّا كانت راية المعتدي ولو كانت المصحف الشريف وراية فلسطين.
ولعلي أذكّرك بصرخة الإمام ابن تـيمية الذي صرخ دفاعا عن دمشق قائلا “إذا رأيتموني في صف الغزاة اقطعوا رقبتي ولو وجدتم فوقها المصحف” ساعة غزاها المغول المسلمون (أحدّثك عن ابن تيـمية المقاوم الذي حيّاه المفكر المشتبك عصمت سيف الدولة ولا أحدثك عن ابن تيمية المتخيل في “فقه” الدواعش الذين جرى تفقيسهم في مخابر القتلة الدوليين). فكيف تريدني أن أبلع طعم/سم “الأسبوع الثقافي الإيراني في تونس”!!!
👈🏿 نعم بعد تخريب أربع عواصم عربية لا أريد أن تكون تونس هي الخامسة🥹
👈🏿 نعم مجتمعنا التونسي هش ولا تغرنك الدعاية الشوفينية التي غذاها بورڨيبة وحفظ عهدها لقطاؤه “يسار” البلعة حول أوهام أفضلية التونسيين على عموم “العرب الكرب” كما كان يتعالى عليهم؛ وكون “مرسيليا أقرب إلى تونس من القاهرة وبغداد” كما كان ينفذ سياسات عزل تونس عن عمقها الشرقي الذي صنعت كل أمجادها في ظله منذ ملحمة قرطاج وصولا لملحمة القيروان ولم تعرف تونس الهوان إلا ساعة عزلها وإلحاقها بمتروبولات الهيمنة والنهب الأورومركزية الكولونيالية.
👈🏿 نعم أخاف نظرا للهشاشة المجتمعية في بلدي بفعل سياسات التعليم والثقافة التابعة على مدار عقود الحقبة ما بعد الكولونيالية التي لم تشيد وعيا نقديا ولا حداثة متجاوزة للاغتراب الزماني (الأصولية) والاغتراب المكاني (الكمبرادور الثقافي التابع الرث) مما جعل المجتمع في تونس هشا وعرضة للتلاعب بعواطفه أمام موجات التطييف والأصولية والوصولية الفرنكوفيلية ووو…
🔻 ارفعوا أيديكم الآثمة عن بلدي أيها الملالي غربان الخراب، لا فرق بينكم وسياسات ما يسمى المركز الثقافي الفرنسي… مشروعان اختلفا فاتفقا… أحدهما يحارب المقاومة والإسلام ولغة قرآنه والآخر يخربنا تحت راية المقاومة والإسلام !!!
⛔ المكتوب أعلاه صاحبه منحاز مطلقا للشعوب الإيرانية ومتعاطف مع نضالات نسائها وشبيبتها ويسارها في مواجهة مشروع الملالي “البابوي المتهود” المعادي لبيان التوحيد المقاوم لاهوت تحرير الإنسانية من مخططات الدولة الدينية/ الاستبداد المتخلف.
ومعجب حد الانبهار بثقافاتها ويتبنى مشروع #كومنولثاسلاميمقاوم عربي تركي إيراني، ويحلم بزيارة إيران الحضارة.
ترى هل لكم وضوحنا، هل تخافون على بلدكم وأمتكم مثلنا… هل لديكم أقوال أخرى؟🤔
تونس في قبضة #الفرنكوفيليين و #المستبصرين/ بل قل من عبث نخبة البلعة إلى عبث نخبة الفستق.
تنويه:
كل من سيترك مناقشة الفكرة ويذيّت النقاش لا مكان له في هذا المنبر🤔
✍🏽#الأمين.
تدوينة الخال عمار الجماعي
الخال عمار الجماعي
عزيزي الأمين البوعزيزي ومن دار في فلكه من أصدقاء الفكرة
هناك مقدمات لا بدّ منها لنكون على جادّة واحدة كما قال “أبو سليمان المنطقي” ل”ابراهيم النظّام ” في التفريق بين حديثهما وحديث ” زنجويه الحمّال” وهي:
– ما من صاحب مذهب إلاّ وودّ الناس جميعا أن يتبعوه ولا من دولة إلا و سَعت إلى التوسع والامتداد ليتبع سلطانها دول أخرى ..وليس في هذا عيب قد يُعاب به صاحب المذهب أو صاحب السلطة. ذاك هو قانون الهيمنة في تاريخ الأرض.
– الدول القائمة على الفكرة والمبدأ الثوريين هي أكثرها رغبة في تصدير أنموذجها والوقوف إلى جانب شبيهاتها أو من كانت تسعى للتحرر من هيمنة أو غطرسة أو تذيّل ..
– المناشط ذات الصبغة الثقافية محكومة طبعا بسياسة تلك الدول وليست مجانية وهذا أيضا دارج في التقاليد والأعراف بين الدول ولكن وهنا أؤكّد أنّها ليست بتلك الفجاجة التي تقول “اتبعوني “! وانما تطرح لمن يجهلها صورة عنها ..وهذا ما يسميه القرآن ” لتعارفوا “.
لن أطيل أكثر في المقدمات انما فقط لتعلم أننا متفقان جدا في هذا ..وبعد
تفصيل صغير أود ان أبدأ به لرفع لبس: أسلوبي هو أنا ..أي أنّ مزاحي داخل في الجدّ وليس عفويا عابثا ولعلّ هذا مما يرغّب في قراءتي. أما ما نحن مختلفان فيه وهو جوهر الردّ فأقول إنّه قد غلبت علينا نزعة “للوصاية ” على الناس ( انت سميتها هشاشة المجتمع ) حتى اعتقدنا أنّنا أعلم بهم ونخاف عليهم من تأثير موجة ” التشيّع ” فيغرقون في “ولاية الفقيه ” و لما لا ” زواج المتعة “! وأنت تعلم أكثر مني أن هذا الأمر لا يتمّ أبدا بنشاط ثقافي يتكرر منذ سنوات طويلة وإنما يتم فقط بالهيمنة العسكرية كحالنا مع الدولة الفاطمية .
من جهة أخرى حبيبي الأمين عليك ألاّ تنكر أننا انتقائيون جدا في مواقفنا من الدول بل قل عاطفيين وغرائزيين، ومستعدين لقلب موقفنا رأسا على عقب ل”خطأ ” في تقدير المصلحة . وها أنا أقرّ أمامك أنّه من الأخطاء القاتلة في علاقتنا بايران هو تدخّلها في الشأن السوري واقحام حزب الله في المستنقع نفسه. وكان بامكانها نظرا لمناصرتها للربيع العربي أن تقوم بدور الوسيط ولكن ! .. لا أريد لهذا الخطأ الاستراتيجي أن يحجب عنّا خطّ الإمداد لأهلنا طيلة سنوات ( زرت طهران ورأيت مثلا نموذجا مصغرا لانفاق غزة بهندسة ايرانية وأكدوا لي أن جرافاتهم قد دخلت غزة في عهد مرسي على شكل قطع ..).
ثم لم أر في مناسبات زياراتي مثلا لاقامة السفير لتقديم واجب التعزية في الرئيس ولا في حضوري بعض الأنشطة الثقافية ما يريب مما نتخيل من “تسريب فكرة التشيّع ” بل أزيدك أنّه في زيارتي لمعرض طهران للكتاب صلينا العصر وراء امام شيعي في حين صلى مرافقنا الشيعي المغرب وراءنا على مذهب أهل السنّة ! .. أعيدها يا لمين أنا لا أدافع ولا أعادي ولكني أبحث عما يجمع هذه الأمّة ( انظر ما ينجزه صديقنا عادل بن عبد الله من تجديد أسئلة المذاهب !) .
لا أدري هل استوفيت الردّ رغم ضغوط صغر هذا المربع الفايسبوكي أم لا .. ولكن الفرق بيننا ( هذه أقولها ممازحة 😜 ) أنّ خلفيتك القومية تضع أمامك “خطر الفرس ” في حين أني إلى فقه الواقع أقرب ههههه
سلام يا صاحبي ❤️🌹
“الخال”
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.