عبد الرزاق الحاج مسعود
بالنسبة إليّ..، شريكي في الجغرافيا التونسية الذي يكتب يوميا وبحماس شديد عن الحدث السوري واصفا أحمد الشرع بـ”الجولاني الإرهابي السفاح “الذباح”… القاتل العميل الوظيفي…”، ولا يزلّ لسانه بتاتا بنصف كلمة حول جرائم نظام الأسد النازي التي وثقتها كل تيارات المعارضة السورية بيسارها ويمينها، ولا يذكر اسم بشار مطلقا كأنه لم يوجد أحد بهذا الاسم في سوريا..، فهو يتساوى عندي مع أي جلاد سادي من زبانية سجون الأسد.

أن تتحدث عن سوريا ولا تستنكر التاريخ الدموي لنظام الأسد، مهما كانت مبرراتك، فأنت مشروع قاتل، ومستحيل أن أتقاطع معك في أي ملف وطني داخلي.
أن تشكك في وطنية الحاكم الجديد في سوريا من منطلق حرصك على المقاومة الشريفة في غزة لأنك تعتقد أنه لن يكون نظاما حاضنا للمقاومة وأنه سيكون نظاما وظيفيا عميلا للغرب ومطبعا مع الكيان النازي، فهذا من حقك الكامل. لكن ليس من حقك أن تجعل من حرصك على المقاومة وحماسك لملحمة غزة مبررا لتبييض نازية نظام الأسد الثابتة عند كل فئات المجتمع السوري.
أن يراهن الغرب على “ورقة الشرع برعاية تركية”، في سياق تقلبات الترتيبات الاستعمارية لمنطقتنا، لا يعطيك الحق في إدانة ثورة سورية حقيقية قدم فيها المجتمع السوري ملايين الضحايا وعذابات يعجز خيالك الصغير عن تصورها. ولا يسوّغ لك أن تصادر حق هذا المجتمع المنكوب في الفرح بزوال غمة نظام نازي إبادي لا يختلف في نازيته عن الاحتلال الصهيوني. المجتمع السوري في عمومه سعيد فعلا بتخلصه من كابوس الأسد. فمن أنت لتنصّب نفسك ناطقا عنه وتتقيّأ هراءً وبذاءةً من نوع أن الجولاني لا يمثل السوريين!؟..خصوصا وأنك سبق وتأكدت بنفسك من سطحيتك السياسية في بلادك عندما ساندت، بحماس غبيّ، رئيسا، قبل أن تتراجع “تحت حس مس” وتقرّ أنك لا فقط كنت مخطئا.. بل كنت “دغفة” كامل الأوصاف.
أن يوجد احتمال مستقبلي ، ولو قوي، أن يكون الشرع خيارا سوريا خاطئا، لا يعطيك الحق في إصدار أحكام نهائية على النظام السوري الجديد بناء على مصادرات صوّرها لك خيالك المريض على أنها حقائق ووقائع. يعني تحكم على نظام أنه عميل قبل أن يشرع في عمل أي عمل، وتبرّئ نظاما جرائمه تفقأ العيون.
للأسف..، الحدث السوري كشف لي شخصيا أن بعض “أنصار إيران في تونس” (بعيدا عن كل توصيف مذهبي لا يعنيني) مجرمون دمويون، تماما كالنظام الأسدي النازي. والتقاطع معهم سياسيا، حول أي ملف من ملفات الأجندة الديمقراطية، مستحيل.
يؤسفني أن أقول هذا بهذه الحدة… تبا.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.