بداية النهاية للتوحش الغربي
أبو يعرب المرزوقي
كلمة واحدة بسيطة وبسيطة جدا:
1. أما وقد التحقت الضفة بغزة فإن شرط المطاولة قد تحقق.
فوحدة الضفة وغزة تنهي الانقسام الذي كان أخطر الخذلان العربي للقضية لأنه صار حربا أهلية فلسطينية تلهي عن مقاومة العدو الصلبة.
2. وإذا تحققت وحدة الضفة وغزة فالأردن ستتبع حتما لأن الطوفان بها سيصبح بداية التسونامي.
3. ومثلما أن الضفة ستحرك ما وراءها فكذلك غزة ستحرك ما وراءها فتتبع مصر التي لم يعد للشعب المصري فيها أدنى إمكانية لتواصل حكم الخائن وعملائه من النخب الحمقاء التي تدعي الحداثة والكفر بشروط الكرامة والحرية.
4. وإذا اجتمع جناحا فلسطين فنهاية الفصام العربي ستتبع حتما ومن ثم فالتسونامي سيوحد الطوفانات المتوالية ومن ثم فالغرب سيخسر لعبة تأجيل الحرب الأهلية العربية ولعبة الصراع المزيف بين عدوي الأمة العربية قلب الأمة الإسلامية.
5. وحينها سيكتشف الأمريكي خاصة والغرب عامة أن مستقبل بقائهم ندا للشرق الأقصى مشروط ببزوغ القطب الإسلامي الذي يمكن أن يعدل حياة البشرية فيخرجها فينهي التوحش الغربي الذي في صراعه مع الشرق قد يؤدي إلى التوحش الكوني..
وذلك هو مفعول الدومينو العكسي: فكما فكك الاستعمار وحدة قلب الأمة وجغرافيتها ليختم بمن وظفهم لتشتيت تاريخها بالدومينو الطردي. فإن وحدته يستعيدها الدومينو العكسي بداية من قلب مشروع الاستعمار في فلسطين الذي اعد له بضرب آخر رموز وحدتها بإسقاط الخلافة (سايكس بيكو ووعد بلفور).
وكانت نقطة البداية لنهاية استراتيجية الاستعمار الغربي خلال سنة واحدة في مصر لما تمكنت مقاومة غزة أن تصبح مستقلة عن توظيف ايران لها بدعوى التسليح والتمويل بديلا من خذلان العرب: سنة واحدة من ثورة الربيع مكنت من تسليحها وتمويلها بما جعل الطوفان يصبح ممكنا.
فقد تأخر قطع المدد المصري بمجيئ الخائن قزم مصر الحالي الذي بدأ خدمته لإسرائيل بتهديم رفع الفلسطينية التي كانت متصلة بسينا ومحاولة إنهاء المدد.
فكان إسقاط الثورة في مصر آخر محاولة من خطة الدومينو الاستعماري لأن السنة التي حكم فيها الإسلام مصر أنهت مفعوله بمدد هو ما مكن حماس من طوفان مستقل عن تلاعب الصفوية في تبادل الأدوار مع الصهيونية.
اليوم اتضحت مراحل الاستئناف: من بداية الحرب على قلب الأمة بإيهام الخونة الذي ساعدوا في إسقاط الرمز في الحرب العالمية الأولى. وهم الآن رمز الخذلان الذي تعاني منه ثورة الربيع وثورة الطوفان. وما يحصل في الضفة ولحوقها بغزة ينهي اللعبة ويستعيد المبادرة.
لم يعد أحد يصدق خرافة المقاومة الصفوية للغزو الصهيوني بل هي حليفته وهي تحتمي الآن بإنجازات الربيع والطوفان
بدعوى المصالحة مع أهل الإقليم لكن هذا الخداع لا ينطلي إلا على الحمقى من عملائهما من النخب والحكام العرب.
وختاما فإن ما قلته هنا عما يجري في الإقليم بمقتضى الانتحار الصهيوني والصفوي هو عين ما قلته عن انتحار المنقلب حاليا في حواري الأخير مع الأستاذ عامر: بذلك تكون تونس بإذن الله فجر تعميم الربيع وفجر تعميم الطوفان.
الفرق الوحيد أن الطوفان في الإقليم لا بد أن يقتضي الحل العنيف. لكنه في تونس سيتجنب العنف بفضل فعل جنيس بما حصل فجعل الربيع يكون بأقل الخسائر الممكنة لأن الشوكة ساندت الشعب وتخلت عن المجرمين.
نحن إذن في لحظة يجعل مصير الضفة شبيها بمصير غزة وبداية مصير الأردن ومصر وكل ما تخطط له إسرائيل لتحقيق إسرائيل الكبرى يصبحان بينين للعين المجردة ما يجعل الأمر سيمتد إلى كل المحميات العربية التي تندرج في توسيع إسرائيل لتحقيق إسرائيل الكبرى. وهذا لا يخيفني حتى لو نجح ترامب.
لأن كل ما نحتاج إليه هو نهاية حدود سايكس بيكو بيد صانعيه في لحظة لم يبق فيها لهم التفوق الذي مكنهم في الحرب العالمية الأولى: فستتعدد الطوفانات في كل محيط إسرائيل فتزول الحدود ولكن ليس بالمعنى الصفوي بل بالمعني السني الساحق والماحق لكل الوجود الغربي في الإقليم. والمعلوم أن إسرائيل لم تربح أي حرب منذ 73
لأن ما بدى نصرا لها كان بيد التدخل المباشر للغرب لما كان قادرا على التفرد بحكم العالم. وهو امر انتهى بلا رجعة.
والطوفان الغزاوي سيتضاعف في كل فلسطين ثم في محيطها من جوانبه الخمسة بما في ذلك في التماس مع الخليج.