عبد الرزاق الحاج مسعود
ملخّص لمحاضرة عياض بن عاشور : أزمة الدولة في تونس.
• مقدمة: الأزمة ضرورة للحياة.. ودور السياسي هو المحافظة على الأزمات.. لتجنب الموت والتحلل.
لماذا الأزمة ضرورية للمجتمعات؟
لأنها تتيح لها فرصة إعادة بناء المجتمع على أسس جديدة. والثورة في تونس عبرت عن أزمة النظام الدكتاتوري.
المحاضرة تتناول الأزمة التي أسست للانقلاب وأعادت الدكتاتورية.
• بدأ بالتذكير بأن الثورة قامت على أعمدة ثلاثة: الكرامة الحرية العدالة. وهي قامت ضد الأنظمة السياسية السابقة منذ الاستقلال لا فقط ضد بن علي.
• قال أن العلاقة بين السياسي والديني هي التي أهدرنا فيها وقت كبيرا في مرحلة التأسيس.
• الثورة والتأسيس كانا باسم “الشعب يريد”. والأمر يحصل لأول مرة في التاريخ.. فقد كان يُنظر إلى الثورة كأمر سلبي (الشدياق وخير الدين مثلا) لأنها حركة العامة ضد النظام.
• يتحدث عن فشل نسبي للتأسيسي والترويكا.. الفشل مرده تناقضات داخل مسار إعادة تأسيس السياسة والمجتمع بين قوى النظام القديم من جهة والقوى الجديدة من جهة أخرى. وبين الإسلاميين واليسار اللائكي داخل قوى الثورة نفسها (هنا تحدث عن الشرعية النضالية الحقيقية للإسلاميين).
التناقض الآخر كان عدم اكتمال شرعية المجلس التأسيس نفسه.. صلاحياته ومدته.
• النظام السياسي المجلسي الذي تم إقراره كان خطيرا لأنه يسبب إما دكتاتورية المجلس أو الفوضى واللااستقرار.
الشعب تفاجأ بمشاهد العراك في المجلس المنقولة يوميا تلفزيا.
• انتخابات 2011 هي أول انتخابات حرة في تونس. لأول مرة يصوّت الشعب التونسي كشعب حر.
• في هذا الظرف النهضة لم تتصرف كحزب حُكْم مسؤول على الدولة بل كحزب معارض حاول اختراق الإدارة والأمن وحتى الجيش.. لذلك تم اتهامه بالمسؤولية عن الاغتيالات.
تصرف النهضة كحزب مفترس أفقدها الأغلبية الانتخابية تدريجيا.. وسنة 19 عاقب الشعب النهضة بالتصويت لسعيّد. والمفارقة أنها هي أيضا صوتت له وأوصلته إلى الحكم.
• لا أعتبر الانقلاب ضروريا، فالنهضة كانت تتآكل انتخابيا بشكل طبيعي، والمقارنة بين حجمها سنة 2011 و2019 دليل على أنها كانت تسير نحو الخروج من المشهد، لكن الانقلاب أوقف بالعنف عمل قانون الطبيعة.
• بعد استعراض مفصل لمسار التحضير للانقلاب والتذكير بأنه نبه يوم 7جوان 21 من أن أمرا بصدد التحضير.. قال أن الانقلاب حظي بمساندة شعبية واسعة جدا.. وتعرضه للسب والسحل حتى من طرف نخب قانون..
من هنا طرح السؤال الإشكالي :
•سأل هل يخطئ الشعب؟
أجاب.. نعم يخطئ الشعب وبشدة. والشعب الذي لا تنوّره نخبة حكيمة ومترفّعة (نزيهة) هو شعب ضائع.
والديمقراطية تنهار حين يصبح الشعب الذي يفتقد التكوين الفكري والأخلاقي هو الحاكم الفعلي للبلاد.
وهنا ذكّر بدعامتي الديمقراطية: الشرعية الشعبية.. أي الانتخابات.. ولكن أيضا القيم الديمقراطية.. كالحريات الفردية ورفض الاعتقال التعسفي، فصل السلطات، مراقبة السلطات.. الخ.. واعتبر المرسوم 117 استفزازا ونسفا لضمير القانون من الأساس.
• السؤال أين تتجلى إرادة الشعب فعليا؟
حاليا في شخص الحاكم الفعلي.. “الرجل الشعب”.
• في خلاصته قال أننا انتقلنا من السياسي إلى المرضي.
وختم بأن تونس تستعد لحدث ما، وأننا نحتاج إلى إعادة بناء السياسة من جديد على قاعدة الحريات.
• في رده على سؤال عن الدور المحتمل للمختصين في القانون الدستوري في تأسيس جديد، قال مازحا أنه لم يعد قانونيا وصار شاعرا.. لأن جماعة القانون كرّهوه في القانون.. ثم قال جادا أن القانونيين يجب أن يكفوا عن الدور الذي لعبوه خلال التأسيس الأول (قال أنهم هيمنوا على الهيئة العليا باختيار منه) لأنهم في ظل مبادئ القانون الدستوري محكومون بمقاربة شكلانية وإجرائية لا تحل المشاكل.
قال أنهم منذ سنة 2011 حملوا هاجس احترام القانون، وأنهم كانوا مسكونين بالخوف من “الفراغ الدستوري”.. في حين أن الثوريين يهزؤون من القانون.. الثوري مهمته نسف القانون والشرعية والدستور. لذلك كانت ثورة ناقصة أرادت تسيير البلاد بتنظيم مؤقت للسلط وقانون انتخابات ومجلس تأسيسي.. ربما لو كان في القيادة فنانون وعلماء اجتماع ومهندسون لكان الوضع مختلفا. لكن دون التضحية بالقانون لأنه ضامن للحقوق.
• حول المستقبل قال أنه لا يتوقف على الأشخاص بل على الأحداث. التجديد ضروري لكنه يظل غامضا.. هل سيأتي من مؤسسات أم تغييرا للسلطة أم مرحلة انتقالية أم ثورة جديدة..؟ لا أحد يدري.
في رده على سؤال إن كان سعيّد يحكم بالجيش والأمن، قال أن كل حكومات العالم أي الأجهزة التنفيذية تحكم بقوة الجيش والأمن وخصوصا المخابرات.. أي أنها هي الأقوى فعليا رغم أنها هي الأضعف دستوريا.. وهذه هي المفارقة القانونية.
ضرب مثلا المخابرات الأمريكية.
ولكنه حذّر من أن ما نراه في السياسة قد يخفي خلفه ما لا يُرى.
وما لا نراه قد يصبح مرئيا في أي لحظة.
تعليق عام (في انتظار عودة تفصيلية ربما):
عياض بن عاشور مفكر منحاز فكريا وعمليا للثورة. هو ثوري رغم “هويته الطبقية” التي ترشحه موضوعيا ليكون معاديا للثورة. بل هو ثوري أكثر من كثير من الذين يتوهمون أنهم أنصار الثورة ولكن وعيهم محافظ وسطحي ومعادٍ لكل جديد.
في المحاضرة نوع من الـ “mea culpa” الشجاعة التي لم يسبقه إليها أحد من فاعلي الانتقال.
••
Monica
👨⚖️ عياض بن عاشور: سيرة ذاتية عياض بن عاشور هو محامٍ تونسي، خبير في النظريات السياسية الإسلامية والقانون العام. ولد في 1 يونيو 1945، وهو أستاذ جامعي وسياسي تونسي.
📚 إنجازات عياض بن عاشور شغل عياض بن عاشور منصب عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس، ورئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي.
🗣️ آراء عياض بن عاشور عُرف عياض بن عاشور بانتقاداته للثورة التونسية، معتبراً أنها تعرضت للخيانة. كما عبر عن قلقه الشديد بشأن العدالة الاجتماعية في تونس.