وظهر الملثم بعد 200 يوم
نور الدين الغيلوفي
كَم قَد قُتِلتُ وَكَم قَد مُتُّ عِندَكُمُ / ثُمَّ اِنتَفَضتُ فَزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ
– أبو الطيّب –
هذا الملثم صار القصّة والرواية والبطولة والبطل،
الطوفان كأوّل يوم بدأ.. أبو عبيدة صار، بحقٍّ، رمزا، بخطابه وجَنانه وبيانه والأداء.. ولا مواعين دعاية لدولة تصنع رمزًا كلُّ منجَزِه قمعٌ وهزائم.. ويقال زعيم.
مئتا يوم بنهاراتها ولياليها وساعاتها ودقائقها وثوانيها.. ببردها وحرّها ومرضها ودمارها ودمائها ودموعها وخراب ديارها وشهر صيامها وجوعها وعطشها ووبائها ووبالها وقهرها وخذلانها.. ويتمها وترمُّلها وثكلها وجميع الأوجاع بها…
يخرج أبو عبيدة من تحت كلّ ذلك كأوّل طوفان الأقصى بهيأة الواثق وبخطاب من لا تلين له، رغم طول الحرب والوعثاء، قناةٌ.
خطاب النصر لا يفارقه.. صوته لا يخبو ورباطة جأشه لا تغادره.. ومن صورته ونبرة صوته تفهم أنّ المقاومة لا تزال قائمة تدافع عن شعبها وتعده بتحقيق أهدافه له.. ولو طال السفر. فمن أعلى المهر لم يرضَ بما كان دون القمر.
أيّها العدوّ…
ما أنت أكثر من كيان وظيفيّ وولاية بعيدة صنيعة رعاتها لا تستطيع إلّا بها.. ولو تركتك الدول الراعية لجلبنا نتنياهو وسارة وغانتس وبن غفير وغالانت من أقفيتهم.
أيّها المقاومون.. في اليمن وفي لبنان وفي الضفة الغربية.. شكرا لكم.. أنتم الرئة التي تغذّي أنفاسنا تحت سقوف أنفاق بطولاتنا.. تخفّف عنّا الوجع.
أيّها الشعب الأردنيّ..
أنت منّا ونحن منك.. انفض غبار التطبيع عنك حتّى يتطهّر الماء ويشرب العطشى من غيوم السماء.
الجمهوريّة الإسلامية في إيران.. وصلَنا دعمُكم وارتبك العدوّ.. مضى زمن هجومه والاعتداء وبدأ زمان الدفاع والشكوى..
أنتم إخوة الطوفان.
سوريا.. سقطت من الذكر لأنّ ممحاة الطوفان محت خطّ زيف غشيه الزوال.
مصر دولة وشعبا.. إكرام الميّت دفنه في مقابر النسيان.
أيّها الشعب الفلسطينيّ المصابر البطل…
هي أيّام ولو بِعَدِّ المئات.. مقاومتكم لن تخذلكم.. ولا حلّ إلّا ما التزم الشروط:
وقف العدوان
عودة النازحين
الخروج من قطاع غزّة،
فكّ الحصار،
وإعادة الإعمار.
ثم نبدأ بالتفاوض.
ولو بعد مائتي يوم.. وأكثر
“وقتَل داوود جالوت”