أحمد الغيلوفي
هل كان على هذا الجيل من الكائن العربي أن ينتظر حتى يرى نفسه يُباد من طرف “إسرائيل” بينما تتولى “دولته الوطنية” مسؤولية إمداد هذا الكيان بالأسلحة عبر قواعدها الأمريكية، وإمداده بالمواد الغذائية، وعبر إغلاق الحدود على الفلسطينيين، حتى يُدرك التحالف الوجودي بين “إسرائيل” وهذه الدويلات الوهمية؟
الدولة “الوطنية”
هل كان عليه أن يرى دويلات القبائل ومخافر البوليس تفتح أرضها وسماءها وبحرها لقوات الاستعمار حتى تُجهز على كل من يخرج على طاعتها حتى يقتنع أنها مجرد قواعد للاستعمار نصّب عليها خدم وعَسس وجودهم رهين باحترامهم العقد الكولونيالية: العمالة مقابل الحكم؟
هل كان عليه أن يرى هذا الكم الهائل من الدم حتى يعرف أن “حُماة الديار” وظيفتهم البطش به وذبحه ومنعه من اجتياز الحدود نحو فلسطين لا غير؟
- من يذكر لي إنجار استراتيجي واحد قامت به “الدولة الوطنية” طيلة 70 سنة غير تدجين الإنسان العربي وتحويله الى كائن خانع وجاهل وبلا دم: يشاهد مذبحته الخاصة ببرود وبلاهة.
- هل انتظرنا 70 سنة حتى نعرف أنها ليست دول وليست وطنية؟ الدولة تنبني على عقد بين مواطنين أحرار ويحكمها القانون، وهذه مجرد أشكال حكم بدائية، تذبح رعيتها وتقطعهم إربا، وهي ليست وطنية لأنها في خدمة الاستعمار.
- إن طريق العربي نحو التحرر والنهضة وتحرير الأرض تسُدّهُ هذه الأنظمة المسخ قبل أن تسده “إسرائيل”.
- الدولة الوطنية هي ما علينا بناءه في المستقبل بعد القضاء على دويلات العسكر والطوائف المتحالفة مع العدو، وهذا عمل أجيال، وعلى كل جيل أن يقوم بمهمة محددة في طريق التحرر. إن مقاومة “إسرائيل” لا يجب إلا أن تسير مع مقاومة الحليف والرديف الذي يتخفى تحت جلد “الوطني”.