كرة القدم.. سياسيًّا
محمد ضيف الله
تتذكرون تفاعل العرب مع منتخبات البلدان العربية خلال كأس العالم لـ كرة القدم في قطر، الجميع يشجعها، يتأسفون وحتى يحزنون عند خسارة أي منها، والفرح عند الانتصار وصولا إلى تشجيع المنتخب المغربي الذي وصل إلى المربع الذهبي.
كان ذلك فقط منذ سنة ونيف، لماذا فقط؟ لأن المشاعر تبدلت بسرعة بمائة وثمانين درجة. كرويا، لم يصل أي من المنتخبات العربية إلى الثمن النهائي في كأس إفريقيا، ولم يبق لمثل ذلك الدور في كأس آسيا إلا قطر والأردن.
والملفت خلال ذلك الفرح الذي يصحب انسحابات المنتخبات الكبرى، مصر مثلا والسعودية مثلا والمغرب مثلا. وهو ما يعكس تراجع المشاعر القومية، والسبب ليس خفيا هنا، وهو موقف تلك البلدان العربية المتخاذل من العدوان على غزة، والنتيجة المنطقية أن يتمنى العرب الهزيمة لتلك البلدان حتى في مباريات الكرة، والمشاعر القادمة أنكى، لو تم الهجوم على تلك البلدان أو سقوط أنظمتها لن تجد بين بقية العرب من يتعاطف معها أو يرثي لمآلها، لأنها ببساطة قد ساهمت في قتل مشاعر التضامن العربي إذ لم تعبر حتى عن الحد الأدنى للتعاطف مع غزة، وها هي الكرة مؤشر بسيط على تفكك تلك المشاعر وتراجعها.
في المقابل، لعلكم قرأتم التهاني والاحتفاء بمنتخب جنوب إفريقيا الذي نعته أحد المعلقين بمنتخب “الشقيقة الكبرى” غمزا في الجزائر المنسحب منتخبها منذ الدور الأول، في المقابل كثير من الشماتة عبر عنها كثيرون مذكرين بتطبيع المغرب مع الكيان، فبحيث كرة القدم تعبر عن الموقف السياسي.