تدوينات تونسية

زواحف بألسنة بشر

نور الدين الغيلوفي

منتخب تونس لكرة القدم
– فصل في التدريب على الهجاء –
عن مَلْوِيٍّ لم يخرج في زمن الاستبداد الطويل من محميّة إشكل، فلمّا جاء طوفان الحرية كان من المغرَقين.. ولمّا طفا نطق هُجرًا.

– الحرية أضعف إيمان المدنيّة، فمن لم يؤمن بحرية من خالفه في أن يكون كما يريد فليس من المدنيّة في شيء –
فَلَو كُنتَ اِمرَأً يُهجى هَجَونا / وَلَكِن ضاقَ فِترٌ عَن مَسيرِ.

قاتل الله المتنبّي، كأنّه تنبّأني، إذ كلّما هممتُ بقول وجدتُه سبقني إليه، فرمى عنّي أهل القبح بقبحهم ووصمهم بما لا يليق إلّا بهم قبلي، وإنّ لمن أمضى القول الهجاءَ.. فيه بلوغ الكلام وصفَ الدرك الأسفل من الحضيض ومنه قول اللغة أنّ ما لا يليق لا يقال إلّا في أهله.

لا تملك وأنت تهمّ بوصفٍ لقميء ألّا تمرّ بموطنه في أسفل سافلين لتنشره تحت شمس اللغة لعلّ وعسى، فإن امتنع منه التطوّر من الحرج أصابه من وصفه الكمدُ.

منتخب تونس لكرة القدم

منتخب تونس لكرة القدم
منتخب تونس لكرة القدم

إعلاميّ ألكن لا يكاد من تلوّيه يُبين يضيق بوجوه للاعبين في منتخب “بلاده” لكرة القدم.. ينشر صورتهم باللحيّ يكتب مستطاعه من تعبير (فريقهم القومي في طريقه للكوت دي فوار).

فصل بتدوينته بين ضميرين (هم) و(نحن) تأسّيا بالذي قال (إحنا شعب وانتو شعب) في مصر المحروسة تشريعا نغميًّا لانقلاب دمويّ أحرق فيه عساكر الدولة مواطنيهم أحياء وأخذوا رفاتهم حيث لا يعلمه من الناس أحد، ونزولا عند مقالة التي قالت (ما يشبهولناش) في تونس الجريحة بفئة من الجهلة لبسوا لباس الإنسان فألبسوا على الإنسان.

  • ما الذي أزعج هذا الملويّ؟
  • لاعبون بلحيّ، والملويّ عارف بفروق اللحيّ من زمان المهد قبل أن ينبت له شعر البلوغ.
  • أين المشكل؟ لماذا اعتزلهم وما يلتحون؟
  • ظنّ بهم دينا.
  • أو إرهابا.
  • كلّ الدين في عرف الملويّ إرهاب.. ولاعبو الكرة هؤلاء دونهم غرابيل دونها غرابيل، إنّما انفصل عنهم بشبهة الدين فيهم.
  • ولكنّه إعلاميّ، وإذن فهو يعلم أنّ المقاومة هناك في غزّة وأخواتها بنزينُهم الدين وعنوانهم الله أكبر والموت في سبيل الله أسمى أمانيهم.
  • الملويّ لا يعنيه كلّ ذلك، لقد علّموه في المهد أنّ الدين أفيون وأنّ المتديّن ظلاميّ وإذا كان ذا لحية فهو إرهابي ولو برع في كرة القدم. الكرة، في عرف الملويّ لا دينيّة “أو لا تكون”.

ربّما كان الدين إلى زمن قريب ملابسا لرأي هذا الملويّ فيه.. أما وقد جاء طوفان الأقصى بكلّ هذا الذي ترى البشريّة قاطبة فأحرى بالعقلاء أن يراجعوا الدين في أنفسهم وعقولهم.

لقد خدعوكم حين قالوا لكم الدين أفيون الشعوب ونهوكم عنه أن تقربوه، ثمّ لمّا أحسّوا بالخطر الوجوديّ أخرجوه من وسطهم مثل خنجر مسموم لا تغنيهم عنه آلة الدمار.

الدين الأفيون هو دين المحتلّ يصرفه حيث شاء من الجريمة.. أمّا دين هؤلاء المقاومين الأنقياء فدين ضدّ الدين.. والسيف يقرعه، في المعمعان، السيف.

ولكن من أين يعرف، المعامعَ أمثالُ الملويّ؟ إلّا أن تكون “معامع بن علي” وترتيل ألكن لحركة وعْلٍ عالق بجبل إشكل هرع إليّه الملويّ ليسرّحه بصوته المتلويّ حتّى لا يزعج صوتُه الحاكم المطمئنّ به.

طائفة الأوغاد الملويّين تلك عشّشت مثل سوس في جدران بيت كان قبلة العالم.. ولمّا صار للسوس مقامٌ أنكر البيت وأهله.. وتحدّث عنهم بالغياب نفيًا لهم فقال “فريقهم”، غير أنّه بقي يلعب في الحظيرة وحده لا فريق له.. أمّا حديقة إشكل فقد سرّحت الملويّات بها.

#تنويه: لمن أشكلت عليه محميّة إشكل فعليه بتونس 7 ففي أرشيفها جواب.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock