الإيغال في القبح

سمير ساسي 

اعتذر لمن لم أتفاعل مع ما كتب ليعبر عن تضامنه معي لكثرة هذه التدوينات ولأني لم استرد بعد هاتفي ولم اردم هوة الفراغ التي يحدثها السجن بعد كأنما السجن مثقب آلي يغوص في الذاكرة بعدد أيام المكوث فيه واني أجزم أن من اكتشف السجن أول مرة كان في لحظة انفصال عن إنسانيته فلما عادت إليه سعى نسله إلى تحسين السجن أو الإيغال في القبح بحسب رابط الإنسانية فيه.

لكن الإيغال في القبح يكون من دوائر مختلفة منها من يكون سميك أو قريبك أو أو
وأما أنا فأنا صحفي ساندني طيف واسع من الزملاء و أنا أديب ساندني طيف قليل من الأدباء وانا كاتب ساندني قليل من الكتاب وانا جامعي ساندني قليل من الجامعيين لكن القبح ليس هنا.

القبح

في من لم يساند ولم يصمت بل سعى للإدانة والحكم المسبق على عواهنه فأنا عنده المدان حتى تثبت الإدانة وانا الإرهابي ولو أخرجت يدي بيضاء من غير سوء.

مثالان يحضراني هنا:

خبر في موزاييك يقول إن مصدرهم أعلمهم أن النيابة قضت بالاحتفاظ بصحفي الجزيرة سمير ساسي لمدة خمسة أيام قبل عرضه على القطب القضائي ليقرر في شأنه ومن المنتظر أن يحيله إلى القضاء.

في الخبر غمز بأنني إرهابي مفترض فالاحتفاظ لخمسة أيام متتالية عادة يوجه لهؤلاء وفي الخبر جزم بأنني مدان وأنني ساحاكم وان أحسنا النية بغلط معلومة المصدر فانا نسأل متى كان للصحفي أن يقرر في أمر لا يعلم مساره إلا إذا كانت تلك حقيقة أمانيه.

المثال الثاني في شلة برهان بسيس وقد كان يدفعهم للتصريح بانتمائي لجهة سياسية أو محسوب عليها غمزا حتى يسحب مني صفتي الصحفية ويحقر من التجاوز في حقي بما أنني انتمي بحسب رأيه لجهة مسؤولة عن شرور العالم ولا تستحق التضامن أو التعاطف.

ولئن تحفظت الشلة عن الاستجابة لإلحاح بسيس ولا ادري جهلا بي أم معرفة أم موقفا ففي كل كان موقفهم محترما ثلم احترامه استدراكهم بأن الاقتحام الذي صاحب إيقافي يدل على أن القضية كبرى فكأنهم استجابوا لبسيس ذلك أنهم عوض أن يدينوا عملية اقتحام بيت صحفي دون الاستظهار بإذن قضائي اتخذوا الاقتحام حجة لإدانتي فصرت أنا المذنب وصار المذنب محقا.

ما سوى ذلك استغل معطوبون كثر ومستقيلون من رؤوسهم فرصة إيقافي للتهجم على الجزيرة وهؤلاء تحل في حقهم الشفقة أكثر من العتب أو المحاججة وكل ينفق مما عنده.

#الصحافة_ليست_جريمة