تدوينات تونسية

انتصار المقاومة الأخطر في معركة الإعلام والصورة

زهير إسماعيل

أكبر شاهد على انكسار الهجوم البرّي وتحول المساحات التي دخل إليها جيش الاحتلال في شمال غربي غزة إلى مقبرة للجرافات والميركافا والنمر بمن فيها هو النقاط الإعلامية لوزير دفاع العدو والناطق الرسمي باسمه.

لا صور ولا إحصائيات، كل ما هنالك ترديد شعارات من مثل “لن نوقف القتال”، وسنعمل على تحقيق أهدافنا”، و”سنقضي على حماس”.

وسنواصل القتال ولو دام أشهرًا أو سنوات. وعندما يواجهون من الصحفيين بأسئلة يظهر ارتباكهم ويهربون إلى تعميمات فتنكشف الحقيقة القاتلة وهو أنّهم لم يحققوا أي هدف من أهدافهم المعلنة.

ولا بنك أهداف لهم إلا أطفال غزة ومستشفياتها في محاولة لقتل كل أسباب الحياة فيها.

في الجهة المقابلة تبدو قوة إدارة المعركة الإعلامية من قبل القسّام والمقاومة، من خلال بيانات الملثم الدورية المشفوعة بصور الإعلام العسكري من أرض المعركة. صور عن القتال من المسافة الصفر أبعد في البأس والبطولة والخيال من أفلام الخيال العلمي والتبهبير الهوليودي.

ليس سهلا نقل صور المعارك من المسافة الصفر. فمن يحمل الكاميرا أشد عليهم ممن يحمل الياسين 105 المرعب. وإذا كان مدى الصاروخ المضاد للمدرعات أمتارا معدودة فإنّ مدى الصورة بلا حدود وهي تطوي المكان والزمان لتجوب آفاق الأرض وتطلّ على الغيوب البعيدة.

فيديوات الأسرى عمل جبار في هذه المعركة. وما بثه القسام سرايا القدس قذائف مدمرة تصيب ناتنياهو وفريقه ونظامه. وهي رسائل مضمونة الوصول إلى العالم تفصح عما وراء المعركة من تقابل قيمي وأخلاقي ورمزي بين نازية الاحتلال ودمويتهم واستهتاره بالحياة الإنسانية وفي مقدمتها حياة أسراه، وبين مرجعية مقاتلي المقاومة والأساس القيمي والإنساني الذي يؤسس مقاومتهم وقتالهم من أجل حق تاريخي لا يقبل التنازل.

ووراء كل هذا إعلام المقاومة الناقل والشاهد وفي مقدمته قناة الجزيرة وقناة العربي الرائدتين ومقاتليهم من المراسلين الشهداء الأحياء. والرحمة للعشرات من شهداء الصحافة والإعلام الذين قضوا في سبيل نقل الحقيقة.

معركة تقوّض كل شيء وتعيد النظر في كل شيء وترسم الطريق إلى إعادة بناء الحياة والإنسان والعالم…

هذا من الفتح والنصر الآتي

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock