شهر من المذابح والعالم يتفرّج
صالح التيزاوي
شهر كامل من القصف على غزة الصّابرة، قصف بكلّ أنواع الأسلحة الأمريكيّة المجرّبة في العراق وفي أفغانستان ومن كل الجهات والمسافات، 25000 ألف طن من القنابل، بمعدّل ألف طن يوميّا، تنزل موتا ودمارا علي رؤوس الأطفال والنّساء، كلّ ذلك يحدث في مساحة ترابيّة، لا تزيد عن 365 كلم² (والعالم يتفرّج).
قصف همجيّ ومجنون، ذهب ضحيّته، عشرة آلاف شهيد بمعدّل 300 شهيد كل يوم ، 70% منهم من الأطفال والنّساء والهيئات الدّوليّة، تراقب ولا تتكلّم، لم يبق لها وجه لتحدّث العالم عن جدوى قوانينها “الدّوليّة والإنسانيّة”.
قصف بالليل والنهار، في كل قصف مذبحة، وقبل أن تنتهي مذبحة تبدأ أخرى، وأمريكا تقول على لسان وزير خارجيتها، لا لإيقاف الحرب، حتى لا تستفيد المقاومة (هكذا تقول)، والرسالة واضحة، مزيدا من القتل والإبادة من أجل قطع نسل الفلسطينيين وإعدام أسباب الحياة لمن بقى حيّا، إن كتب لهم النّجاة من المحرقة “الصّهيو أمريكيّة”.
كم يجب أن يبلغ عدد القتلى حتّى ترتوي أمريكا وأداتها في الجريمة “إسرائيل” من دماء الأطفال والنّساء؟ والعرب والمسلمون، من يفترض بهم أنّهم “أصحاب القضيّة” ،يلفّهم صمت مخز، أمّا ما يحيكونه في السّرّ، فأدهى وأمرّ.
هذه المذابح المروّعة وغير المسبوقة في تاريخ البشريّة، ترتكب بأيد صهيونية وبسلاح أمريكي ودعم غربي وبأموال عربيّة مودعة في بنوك أمريكا والغرب، تحقّق لهم الرّفاه الإجتماعي والإقتصادي. وبغاز العرب ونفطهم، يتوفّر الدّفء لداعمي “الكيان” شتاء وبهما يحرق الفلسطينيّون صيفا وَشتاء. قديما، قيل:
عرب… بماذا أيّها العرب؟
بصراخكم يندي له الكذب!!
أمّا اليوم ،فلم يعد لهم حتّى مجرّد الصّراخ و النّباح.