تضليل إعلامي
صالح التيزاوي
ممثّلة هوليوديّة شهيرة، نشرت على حسابها صورة دامية لأطفال، بعضهم أشلاء وبعضهم ينزف دما، وعلّقت: انظروا ماذا يفعل الفلسطينيّون بأطفال إسرائيل، ولم تبخل مثل غيرها على مرتكبي الأفعال بنعوت التّوحّش والبربريّة وسلب الآدميّة (حيوانات في هيئة بشر)، ثمّ عادت وحذفت الصّورة من حسابها بعدما تبيّن أنّ الصّورة لأطفال غزّة، بعد أن ألقيت على أجسادهم الطّريّة أطنان القنابل من الجوّ.
الإعلام الغربي المضلّل (الرّسمي وعلى شبكات التّواصل)، يوهم الشّعوب الغربيّة وأخرى ليس لها إلمام بخلفيّة الصّراع العربي الإسرائيلي بأنّ فسطين هي من تحتلّ “إسرائيل” وليس العكس، وأنّ الفلسطيني هو المعتدي، بينما الغاصب الحقيقي والفعلي “إسرائيل” هو الضّحيّة. تضليل، يهدف إلى قلب الحقائق من أجل إلحاق الضّرر البالغ بصورة الإنسان الفلسطيني حتّى لا يتعاطف معه أحد (خاصّة من الشّعوب الغربيّة).
وفي المقابل، الإعلام العربي، لم يستطع، منذ أكثر من 70 عاما، أن يبلغ العالم جملة مفيدة واحدة، أنّ فلسطين ارض
محتلّة من الكيان العبري وأنّ الفلسطيني، يتطلّع مثل كل البشر إلى الحرّيّة والتّحرّر من إحتلال مارس ومازال ابشع
أنواع الإجرام.. وكأنّ نفس اليد الإعلاميّة، التي تمسك بالإعلام هناك في الغرب، هي نفس اليد التي تمسك بالإعلام العربي لتوجيهه كما يريدون.