القومية التونسية..
محمد ضيف الله
كثيرا ما وجهت الانتقادات في العهد البورقيبي لاستعمال مصطلح القومية الذي يقتصر على الساحة التونسية، ويطلق على الكثير من المؤسسات، كالبنك القومي الفلاحي، والمنتخب القومي، والاتحاد القومي للفلاحين الخ، ثم استبدلت العبارة بعبارة الوطني. نفس الشيء بالنسبة إلى عبارة الأمة التي كان المقصود بها “الأمة التونسية”، ومن هنا كان البرلمان يسمى بمجلس الأمة.
الحقيقة أن استعمال هاتين العبارتين لم يكن خاصا بتونس، إذ نجد إلى حد الآن مجلس الأمة الكويتي، ومجلس الأمة الأردني، وفي كليهما ليس المقصود الأمة العربية أو الإسلامية، بل حتى في مصر الناصرية كانت عبارة القومي تطلق على ما يتعلق بمصر وحدها، وهذا ما نجده في دستور 1956، حيث وردت عبارات “الاقتصاد القومي” (المقصود به المصري)، كما كانت تستعمل عبارات دار الكتب القومية، والصحافة القومية (المقصود بها المصرية) والمنتخب القومي (المصري)… مع وجود “مجلس الأمة” (برلمان) الذي نص عليه دستور 1956 حيث ورد ذكره فيه على الأقل 66 مرة و67 مرة في دستور 1964، والواضح أنها ليست الأمة العربية وإنما المصرية، وهذا ما يفيده أيضا تعبير بأن أحكام القضاء “تنفذ باسم الأمة”. ولم ترد في نص دستور 56 عبارة الأمة بمعنى الأمة العربية ولا عبارة القومية بمعنى القومية العربية.