تدوينات تونسية

الإسلام (القططي الفايسبوكي).!!.

توفيق رمضان

أنا مسلم جدا… وعندي بعض إيمان العجائز، أتمسك به برا بوالدتي وأبي رحمهما الله، فقد كان لهما منه الكثير… لكني لا أنتظر نصرا للإسلام من قطة تبوس إماما… لن أشكك في الموضوع ولن أسال كيف دخلت القطة ومن صوّرها ؟… لكنها ليست الغراب الذي علم قابيل دفن أخيه ولا هدهد سليمان الذي جاءه بالخير اليقين عن سبأ… أغلب أطفالنا يملكون قططا أو كلابا أو حماما يربونهم ويحسنون إليهم… فتنشأ بينهم علاقة ألفة ومحبة… مع ذلك قد يعض الكلب يوما احدهم أو تخدشه القطة بأظافرها وقد تهرب منه الحمامة، ولا علاقة للأمر بالإيمان ودرجته ولا بالإسلام كدين أو بالأئمة وصلاحهم ودرجة تقواهم… ماذا لو ندبت القطة وجه الإمام؟. هل تكون هزيمة للإسلام نكراء ؟. قد يحدث أن يقف احدنا للصلاة فتنتصب القطة أمامه على السجادة وتمنعه من السجود.. فهل ذلك دليل أنها كافرة مثلا ؟.

القطة والإمام
القطة والإمام

الأغرب أن وزارة الشؤون الدينية الجزائرية كرمت الإمام!… على ماذا، لا أعلم…

أظن وزارة الشؤون الدينية الجزائرية تتصرف كالهادي زعيم عندنا.

لا أرى فرقا بين الضجة أو الترند الذي صاحب القطة فتفاتة التي استقرت فوق الشجرة في أحد شوارع تونس وبين القطة التي خيرت كتف الإمام لتقبله بعدها… في الأولى حيّوا الحماية المدنية على استجابتها وإنقاذها القطة وهذا سببه حسهم العالي بالحيوان وحقوقه… وفي الثانية شكروا الأمام على تركه القطة تمرح معه ولم يضربها أو ينهرها وكذلك لم يقطع صلاته.. بل هناك من ذهب الى أن القطة وجدت السكينة والطمأنينة في بيت الله وذاك دليل صدق الرسالة المحمدية… وهذا لعمري هراء في هراء… فهل ننتظر قطة قد لا تأتي لنبين صدق هذا الدين وعظمته ؟… فقد تم نشر صور لقطط مع أساقفة… فيديوات لقطط تخدش مصلين… صور لحمامة على كتف شخص غير مسلم…

أنا مسلم ولكني لا أرى في قطة على كتب الإمام ثم تبوسه نصرا للإسلام… أنا مسلم يشغلني ما يحدث في الأقصى وأتألم له… ولا أرى نصرا إلا في رقي امتنا وازدهارها اقتصاديا وثقافيا وانعتاقه من التبعية.. ولا أرى طمأنينة إلا في تحرير الأقصى واسترجاع الأرض.

هذا قولي والله اعلم.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock