تدوينات تونسية

بكل وضوح

نور الدين الغيلوفي

إلى السياسيين الديمقراطيين المقاومين للانقلاب البغيض…
جهتان يَحْسُن بكم فكُّ الارتباط بهما مقدّمةً للنجاة بالبلد والدولة:

1. الإعلام المجرم الذي يعمل لصالح باعثيه والدافعين له ولا يلقي بالا للمصلحة الوطنيّة العامّة.
تعلمون جيدا أنّ الإعلام في غالبه صناعة نوفمبرية خالصة فسق فيه بن علي وأودع فيه فسقه، ولأنّه كذلك فقد كان عاملا مساعدا على الانقلاب قبل قيامه وكان داعما له بعد وقوعه.. لقد استغلّ إعلاميون لا يعلمون مناخ الحرية استغلالا فاحشا فأضرموا النيران وأثاروا العداوات ونشروا الأحقاد بين أبناء المجتمع وقسّموا الشعب التونسيّ، ولم يخرج عن ذلك منهم إلّا قليل القليل.

الإعلام رذّل السياسة وشوّه الساسة ونكّل بالأحزاب وخرّب المشهد بمنهجيّة إجرامية احترافية تجني بلادنا نتائجَها الآن. ولو كان الإعلام وطنيا عينُه على الوطن لصالح بين الفرقاء ولهوّن من المصاعب بنشر خطاب الحكمة والصبر وخفض الجناح.. ولكن لأنّ خلفه مجرمين لا وطنيين فقد استثمر الأزمة ومضى في مزيد تعقيدها وكان عونا على التخريب والتعفين.

لقد لاعبكم وأثار بعضكم ضدّ بعض، ولأنّكم استجبتم إليه فقد جعل منكم ديَكة متصارعة وعناكب ينهش بعضها بعضا وفقدتم بين يديه بشريتكم وتنازعتم وأهرقتم مياه وجه الوطن من فوق منابره، ولا أظن أعداء الوطن إلّا ضاحكين عليكم متشفّين فيكم جميعا من خلف الستائر والحجب.

وقد عاد إليكم رشدكم وثبتم إلى عقلكم الديمقراطيّ فاقطعوا الإعلام المجرم وقاطعوا منابره الثعبانية.. إنّكم إن فعلتم نجوتم بعقولكم ونجا الوطن بكم.

2. اتحاد الشغل الذي حوّلته قياداته الراهنة إلى وكر عصابات أثخنت في مسار الانتقال الديمقراطيّ ولم تتركه حتى داهمت الدبابة برلمان الشعب. وقد رأت تلك القيادة اللاوطنيّة المجرمة في الدبّابة تصحيح مسار، فهل رأيتم إجراما يشبه هذا الإجرام؟

لقد رأى الاتحاد في الانقلاب تصيح مسار وشاركت قيادته الراقصين والمزمّرين وقالوا بإمكان البناء عليه.. ولا يزالون على أعتابه مُقعين ينتظرون.. عسى أن يقبل لهاثهم رغم تركهم.

السياسيون الذي يظنون باتحاد الشغل قوة يهابونها أو حكمة يعوّلون عليها أو جدارا يستندون إليه جاء الوقت ليلقوا به في أقرب سلّة لمهملاتهم. التعويل على منظّمة حزبية بغطاء مدنيّ مجانبة للحكمة ومضيعة للعقل وهدر لزمن الوطن.

الانقلاب أدخل البلد في أزمة خانقة والحلّ لا يمكن أن يكون إلّا سياسيّا. وليس من المعقول في شيء أن نعهد إلى سامي الطاهري وحفيّظ حفيّظ وسمير الشفّي بالمشاركة في وضع الحلول. هؤلاء هم سبب الأزمة وأسس الخراب فلا ينبغي المراهنة عليهم.. الذي قال، يوما للمنقلب: “خذها يا ريّس ولا تخف ولا تكن “مهواما” ! لا يمكنه بحال من الأحوال أن يكون ذا عقل يعوَّل عليه.

دعوه لغيّه.
هذا رأيي
ولكم سديد النظر.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock