تدوينات تونسية

رسالتي للدكتور منصف المرزوقي

عبد القادر الونيسي 

أذكر أننا إلتقينا بعد ذلك التحدي الذي رفعته في وجه بن علي عندما قررت أن تبارزه في عقر داره وهو في عز سلطانه.
كانت رحلة شجاعة لكنها إنتهت في شكل مأساة إذ كنت تظن أن بن علي سيبارزك مبارزة الرجال لكنه أرسل عليك السفلة يسبونك ويرذلونك في الطرقات ثم ضرب على إقامتك طوقا حديديا فصلك به عن العالم الخارجي.
قاومت ثم إنسحبت عندما أدركت أنك تصارع التنين لوحدك وفتر منك العزم وعدت إلى مهجرك.

صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي
صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي

التقينا بعدها وكنت حزينا وعلى مشارف اليأس أذكر أني قلت لك حينها وكان معنا أخي عامر لعريض: المهم أن تعيش رجلا وتموت رجلا ويذكرك الناس بعد زمن أنك كنت رجلا.
تهللت أساريرك وبدأنا نخوض في أحاديث أخرى تدور حول هموم الوطن.
تربعت بعدها على كرسي قصر قرطاج وأقدر أنك أفضل من مر من هناك، لم نلتق ولم أحاول أن ألتقيك وأنت رئيس إلا ذات مرة عابرة في مناسبة عامة وسلمت علي بحرارة.

سيد الرئيس
تونس المختطفة في حاجة إليك اليوم والحال غير حالها زمن بن علي. اليوم هو التوقيت الصحيح للعودة للوطن. أنت كابوس هذا الرث المتسلطن الذي يخافك وعمل على نفيك ومع الأسف المؤلم استجبت له.
اليوم يا دكتور عودتك ستكون الحدث الذي يقض مضجع الغدار وسيجتمع حولك الوطنيون واليقين عندي أنك مع جبهة الخلاص وبقية الأحرار ستمثلون القادح الذي سيغير المعادلة لصالح الثورة.

أخي الدكتور منصف
الرسائل التي ترسلها من وراء البحار لا أثر ولا معنى لها بل أغلبها يسقط في المتوسط قبل أن تصل.
الزعماء لا يناوشون من خارج أوطانهم. الزعماء حاضرون في ساحات الوغى أو في سجون الوطن.
أعرف أنك عاشق لنيلسون مانديلا الذي أسقط أعتى الأنظمة العنصرية من داخل سجن وطنه.
الرث لن يقدر على سجنك بل أنت الذي ستسجنه في قصره حتى يحدث الله أمرا كان مفعولا.
أنتظر جوابك…

“وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock