لا أعترف
عبد القادر الونيسي
بدأت مرحلة ما بعد قيس سعيد حثيثا وبدأ الإستنفار في صفوف العديد من الفرقاء على قدم وساق إستعدادا لما بعدها.
فيما يخصني وأنا العبد الضعيف الذي لا يمثل إلا نفسه فإني أرى أن وراء الأكمة ما وراءها من أمر ظاهره الرحمة ومن قبله العذاب.
أحزاب سياسية معادية للشعب في هويته وحريته وخبزه اليومي متشكلة في ما يسمى نقابات ومجتمع مدني تعد العدة للسطو على الشعب كعادتها تحت لافتة الحوار للإنتقام منه بعد أن طردها في كل مرة عندما ينادى للإدلاء بصوته.
أنا الفقير إلى ربه لا أعترف بأي حوار ولا أي مرحلة إنتقالية يقودها الذي ظاهره نقابة وباطنه وطد وقومج ساهما في وأد ثورات الشعوب العربية تآمرا مع أعدائها.
في تاريخ الأزمات السياسية في العالم الحل دائما يأتي من الطبقة السياسية وفي جارتنا إيطاليا خير دليل والتي تداول على حكمها خمسون حكومة منذ الحرب العالمية الثانية وشهدت معها جميعا طفرة إقتصادية جعلتها ثالث إقتصاد في أوروبا بعد أن تركها الفاشيون قاعا صفصفا وأشباههم هم الذين يحكمون تونس اليوم من خلال خديعة النقابات والمجتمع المدني.
أنا المواطن المناضل من أجل الحرية ودفعت دون مزايدة في ذلك عمرا. لا أعترف بأي وفاق لا يعود إلى شرعية دستور أربعطاش وإلى البرلمان المنتخب وهو صاحب السيادة وهو الذي يحدد خارطة الطريق أو نكون بذلك قد غضضنا الطرف عن جريمة المنقلبين وفتحنا الباب لكل مغامر قد يعن له مستقبلاً الإنقلاب على الشرعية الشعبية وهي الوحيدة التي أعترف بها ولو أتت بألد أعدائي.
في الختام أنا المواطن الذي إذا حضر لم يعرف وإذا غاب لم يفتقد لا أرجو من وراء ذلك إلا مرضاة ربي وحده وتبقى هذه شهادتي لله ولوطن أحببته كما لم يحبه كثير من الناس رغم أن مستبديه أخرجوني.
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.