السبت 10 مايو 2025

لن نصدقكم ولن نسامحكم

عبد القادر الونيسي 

التوانسة الكل كانوا مع إتحاد الشغل في نسخته الأصلية وهل يمكن أن نكون ضد أحد بركات الجامع الأعظم والذي رأى النور في الخلدونية بنت الزيتونة على يدي رجلين عظيمين من رجال تونس العلامة الشيخ الفاضل بن عاشور والشهيد فرحات حشاد.

الشيخ فاضل بن عاشور أول رئيس للاتحاد العام التونسي للشغل

الشيخ فاضل بن عاشور أول رئيس للاتحاد العام التونسي للشغل

عموم التوانسة اليوم ضد الوفاق الإجرامي الوطدي البراميلي المغتصب للمنظمة العمالية و الذي أجهز على الثورة و دمر الدولة.
يحسبوننا دراوش بخطاب يتبرأ فيه الأمين العام من الإنقلاب باش يجد علينا.
إذن من أصدر ستة بيانات مساندة ؟ من قال للمنقلب خذها ولا تخف ؟
لن نصدقكم ولن نسامحكم على تآمركم على الثورة، أتحسبون أن الثورات ساهلة. الثورة تجي مرة في التاريخ. الثورة حلم أجيال وأجيال ماتت بحسرتها ولم تشهد يومها العظيم. الثورة هي أعظم حدث في تاريخ تونس منذ الفتح الإسلامي أجهزتم عليها بدم بارد لأنها أتت بما لا تشتهون.

الشهيد فرحات حشاد

الشهيد فرحات حشاد

بكلمتين فيهم الكثير من المراوغة كتبتموهم للأخ الأمين العام باش نصدقوكم. ساعتها نولو أغبياء.
والدولة التي إنهارت كيفاش رجعوها وهي إحدى أقدم الدول في العالم والقائمة منذ العهد الحفصي وما كان للمنقلب أن يقدر عليها لولا تزكيتكم.
اليوم هو ذكرى إغتيال فرحات حشاد رحمه الله وهو في الحقيقة إغتيال الإتحاد في نسخته المشرقة. من حينها بدأت مرحلة السقوط التي بدأت بالتحالف عام 55 مع بورقيبة ضد بن يوسف والمجزرة التي حدثت في اليوسفية حينها ليدخل الإتحاد بعدها إلى بيت طاعة حزب الدستور الذي كان الحبيب عاشور عضوا في ديوانه السياسي.

عام 78 تم التحالف بين الحبيب عاشور ووسيلة بورقيبة ضمن معركة الخلافة ضد الوزير الأول وقتها الهادي نويرة والمدينة له تونس مع أحمد بن صالح بالمنجز الإقتصادي الحاصل بعد الإستقلال.
أدى هذا التحالف المشؤوم إلى مجزرة جانفي 78.
بعدها دخل الإتحاد مرة أخرى بيت الطاعة ولم نعد نسمع ركزا ماعدى برقيات التهاني والتثمين وخاصة بعد السابع حتى بدأت الثورة ليخذلها المكتب التنفيذي ويصدر بيان الثلاثاء 11 جانفي يتبرأ فيه منها وإحقاقا للحق وجب ذكر تمرد بعض الإتحادات الجهوية تحت الضغط الشعبي على قيادة ساحة محمد علي.

هذا تاريخ الإتحاد بدون تفاصيل ودون كذلك السياقات التاريخية التي وقعت فيها هذه الأحداث.
أما قيادة الحال والتي إختارت التذيل والعبودية في زمن الحرية فسياق التاريخ الجديد بعد الثورة لن يؤجل الحكم عليها بل سيلقي بها في زاوية الأنذال منه.

“وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

عبد القادر الونيسي

أستشعر نهاية الكابوس

عبد القادر الونيسي النظام القائم قام بإنقلابه بمساعدة أطراف عربية وأجنبية معلومة للقاصي وللداني. مجموعة …

عبد القادر الونيسي

الوفاق المغشوش

عبد القادر الونيسي ملاحظات عابرة : أولا : ساءني تعليق أحد الذين أحترمهم “الكلهم كيف …

اترك تعليق