دولة الظلم
نور الدين الغيلوفي
أمام هذا البؤس العاري المستولي، يبدو أنّ المرحلة القادمة إنّما هي مرحلة فكّ الارتباط بالدولة. إذا أراد الناس أن يحفظوا وجودهم فما عليهم إلّا مراجعة علاقتهم بالدولة. الدولة ليست إلاها يعبده الناس فإلّم يفعلوا دخلوا النار.
وظيفة الدولة، كما نفهمها، هي إدارة الشأن العام وتسهيل حياة الناس لقاء أجرٍ يأخذه الحاكم من دافعي الضرائب. أمّا دولة هذا الزمن الانقلابيّ فقد باتت عبئا ثقيلا جدّا كأنّما هي سلاسل من حديد محكوم على الناس أن يجرّوها ليوصلوها إلى غاية لها ليست تعنيهم.
إلّم يجد الناس من يساعدهم على الخلاص من الانقلاب الثقيل فليس أمامهم غير التعويل على أنفسهم.. والتعويل نوعان:
نوع تتحوّل معه البلاد إلى غابة يأكل القويّ فيها الضعيف ويكيد الضعيف للقويّ. وهذا ينبغي على العقلاء أن يستبِقوا للحيلولة دونه لأنّ الفوضى شرّ محض وسقوط في هاوية بلا قرار.. وخراب عمران.
النوع الثاني: أن يختار الناس لهم أشكال انتظام أخرى تحميهم من الفوضى ومن جَور الدولة.
كيف ذلك؟
الأمر يحتاج إلى أن تستنفر العقول لصناعة هذا الكَيف.
هذه الدولة التي تفرز هذا الغثاء الصاخب لم تعد تنفع الناس.