تدوينات تونسية

الحرقة والهروب إلى تونس تلك الأرض الموعودة بين القرنين 19 و 20

مجلة تاريخ تونس

ملفات مجهولة:
كانت تونس طيلة سنوات تستقبل مهاجرين غير شرعيين من إيطاليا ومالطة القادمين عبر قوارب بسيطة، مجازفين بحياتهم، أكثر من 100 ألف وصلوا لتونس هربًا من البؤس والفقر والمرض…

‏هاجر الإيطاليون حينها بعد استفحال البؤس والفقر المدقع في الجنوب الإيطالي وارتفاع البطالة وانتشار الأوبئة، فركبوا القوارب البسيطة من جزيرة بانتيليريا متّجهين جنوبا إلى تونس بحثا عن العمل والرزق وهربا من اليأس والجوع والحاجة ثم أصبح إنتشار الفاشية سببا في الهجرة كذلك.

الحرقة والهروب إلى تونس

الحرقة والهروب إلى تونس

‏قبل الإحتلال الفرنسي لتونس شهدت إيطاليا أكبر هجرة جماعية في الأزمنة المعاصرة لقبت بالشتات الإيطالي منذ بدأ توحيد إيطاليا 1861 فكانت تونس إحدى الوجهات التي إختارها الإيطاليون، لم تستطع إيطاليا وقتها التحكم في الهجرة حتى سنة 1888 حين نظمت جزء من هذه الهجرة تحت رقابة الدولة.

‏يذكر ألفونسو كامبيزي و فلافيانو بيزانيللي في كتابهما المشترك: “ذكريات وقصص من البحر الأبيض المتوسّط ـ تاريخ الهجرة الصقلية في تونس بين القرنين التاسع عشر والقرن العشرين”، أنّ أكثر من 100 ألف إيطالي وصلوا إلى شواطئ تونس بعد أن انطلقوا في قوارب من سواحل إيطاليا.

‏استجوبت الصحف بعضهم، الذين ردّوا بالحرف: «نحن نموت جوعا في صقلّية، ونحبّذ أن نموت هنا في تونس على أن نعود». لقد كانت تونس في زمن «حرقة الطلاين» إليها «الأرض الموعودة» التي يهرب إليها المهاجرون من شمال المتوسّط بحثا عن الخبز والأمن والحرية.

‏إجتاح الألاف من المهاجرين الشواطئ والقرى التونسية بالوطن القبلي وغيرها من المدن والقرى الساحلية، قليبية، قربة، منزل تميم، وغيرها، تكونت أحياء سكنها المهاجرون وقبض على العديد منهم ووصفت الصحف موجات الهجرة بـ “الموجة الكبرى للهجرة الغير شرعية”.

‏كان أولئك المهاجرون من الصيادين والفلاحين والبنائين الذين ساهموا في بناء أحياء إيطالية عرفة بـ “petite Sicile” نجح بعضهم في التعايش مع المجتمع الجديد وخلقت لغة مبسطة سهلت تواصلهم مع الناس، بينما جاء بعضهم حاملاً معه سلالات جديدة من الأغنام تعرف اليوم “ليا”.

‏حسب مقال لصحيفة “La Dépêche Tunisienne” اليومية بتاريخ 6 أوت 1947، والتي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي تم وصفهم بـ “غير المرغوب فيهم”. كانوا مهاجرين إيطاليين غير شرعيين هبطوا “بكثافة” على ساحل قليبية خلال عام 1947.
‏كانت الصحف الفرنسية مثل “le petit matin” تصف المهاجرين الإيطاليين “بالسياح الغير شرعيين”.
البعض لا يعلم أنه منذ سنة 2007 سمحت الحكومة الإيطالية للمتقاعدين بالعيش في دول أخرى على أن تصرف جراياتهم في تلك الدول، منذ ذلك الوقت إستقبلت تونس 5000 متقاعد كثالث دولة بعد مالطة والبرتغال.

•••

المصدر :

  • Centro Alteritalie : l’emigrazione siciliana in Tunisia e l’odierna presenza tunisina sull’isola
  • مقال من موقع kapitalis
  • معلومات من مقال على موقع فيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock