محمد المولدي الداودي
الجمع بين خطاب المحافظة على القطاع العمومي والمؤسسة العمومية والشعار الوطني يحتاج إلى دليل يتجاوز الخطاب البلاغي المؤسس على أدبية الخطاب النقابي بما هو خطاب إيعازي وتوجيهي أساسا..
الاتحاد كان شاهدا مشهدا على بيع كثير من المؤسسات العمومية زمن ابن علي وعلى الباحث الموضوعي أن يعود إلى تلك المرحلة للبحث في أرشيف البيانات والإضرابات..
الاتحاد كذلك كانت لها مؤسسات (نزل وتأمينات ومقرات..) وعلى الباحث الموضوعي كذلك أن يسأل قيادات الاتحاد الماضين منهم والحاليين عن مصير هذه المؤسسات النقابية..
وعلينا أن نطرح على الأخوة في الاتحاد هذا السؤال ونطمع في الإجابة واتساع الصدر والأفق للنظر في السؤال قبل رفع الشعار.
لماذا يتزامن الحديث من طرف الأخوة في الاتحاد عن بيع أو التفويت في مؤسسات القطاع العام مع شروع الوزراء في الحكومات المتعاقبة بعد الثورة في طرح ملفات الفساد المالي والإداري في هذه المؤسسات؟.
السؤال في حد ذاته ليس اتهاما ولكنه يشير إلى منطقة النظر العقلي دون تهييج متبادل.
منذ سنوات والحديث يتكرر عن بيع “الغزالة” الخطوط التونسية ولكنها رغم كل هذا الحديث لم تبع وفد يضيف بعض الأخوة في الاتحاد “نحن من كشف مؤامرة الوزير والحكومة”.. الحقيقة لم تكن هناك مؤامرة أصلا والخوض في النوايا فوق قدرة البشر.
لم تبع “الغزالة” ولكنها غارقة في الفساد قريبة من الإفلاس أو هي مفلسة ضاقت بها الآفاق والأجواء..
“الغزالة” منهكة ماليا وإداريا لا تقدر على سير أو تسيير ضايعة في صحراء الفساد لا تعلم طريقا للإصلاح..
الأخوة في الاتحاد يعلمون ذلك حق العلم ونرجو أن تتوالى البيانات المحرضة على مقاومة الفساد في كل المؤسسات والقطاعات..
لا نريد أن يظل الشعار بعيدا عن الأرض كالصرخة في الوادي السحيق لا تسمع ولا يرى صاحبها ونرجو ان تتحول المنظمة إلى جهة مبادرة في معركة الإصلاح والبناء الوطني..
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.