محمد المولدي الداودي
• ضمائر الغياب وأسماء الإشارة والموصولات مغيبة العلامة والدلالة وألفاظ طحنتها الأضراس طحنا فكانت ملعثمة مكلومة تئن في اللسان ومعجم حربي يرفعه فرسان الغزوات وشعراء النفير في ساحات الوغى..
الرئيس يهنئ شعبه في ليلة العيد فينسى المقام فيقاتلهم فيكون المقال نشازا مريعا لا معنى فيه..
الرئيس يصف جيشا من الأشباح فيذكر المقدمة والميمنة والميسرة ثم يتوعد الجميع بقتال حتى النصر فيرتعد السامع وينسى فرحة العيد فلعله بعضا ممن توعده الرئيس وتهدده..
ما استقر في الوجدان الشعبي يتناقض كليا مع مضمون خطاب الحرب ليلة العيد والتونسيون مجبلون على قيمة التسامح زمن المعايدة ومعاركهم مؤجلة إلى حين حتى تنتهي أيام العيد فنستعيد خصامنا حتى يأتي عيد آخر..
في عادات التونسي الأعياد مناسبة للعفو والتسامح ومراضاة المتخاصمين والمصالحة بين المتقاضين فينتهي الغل وتظهر الرأفة..
الرئيس توعد شعبه بالحرب ويصر على الانتصار فيه ولكن من هم أعداؤه.. إنهم “هم” غائبون في غموض الكلام ومتاهات المعاني ومجازاتها..
لماذا يصر الرئيس على صناعة الأشباح ويخوض المعارك الزائفة ليكتسب نصرا واهما وينتشي بكلماته الغامضة تماما كالشعراء.. يهيمون في كل واد..
حروب الرئيس ليست إلا حربا على الوطن والشعب والثورة والنظام والقانون.
وحتما حين يشرع في مقاتلة الأشباح التي ابتكرها سيتفيق على أوهام النصر..
النصر الذي صنعته الصدفة وأخطاء التاريخ…
التاريخ حين يخطئ أيها السادة سريعا ما يصلح أخطاءه حتى يستمر مساره..
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.