الثلاثاء 17 يونيو 2025
إسماعيل بوسروال
إسماعيل بوسروال

المعركة في ليبيا والاحتفال في تونس

إسماعيل بوسروال

1. ليبيا قلب الصراع

سجّل سير المعارك في ليبيا تطوّرا رهيبا لفائدة قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا… تطوّر رهيب لأنه قلب ميزان القوى محليا في ليبيا وإقليميا في تونس والجزائر والمغرب… ورهيب أيضا لأنه جاء عكس الخطط الإستراتيجية العربية التي تهدف الى تحويل (ليبيا – حفتر) الى أنموذج ثان من (مصر – السيسي) اي انهاء “ثورة 17فبراير” وإحالة الأحلام التي جاءت بها الى كوابيس… فلا انتخابات نزيهة وشفافة ولا مؤسسات تعبر عن إرادة الشعب الليبي بل (طغمة عسكرية فاشية) تسلب الناس أموالهم وكرامتهم وتجلد بالسياط ظهورهم وفق “الفقه السلفي للمدخلي والجامي” المساند الديني لعروش الخليج وعساكر مصر… بل أن احدهم ذكر في تلفزيون رسمي ان من حق ولي الامر :
– سلب الأموال.
– جلد الظهور بالسياط.
– قطع الأعناق.
متى رأى (الحاكم بأمر الله) أن في ذلك “مصلحة عامة”… وهو يفتي بتبرير جريمة المنشار التي ذهب ضحيتها الصحفي جمال خاشقجي.

2. تونس قلب الاستراتيجيا

لمعارك ليبيا صدى “رهيب” في تونس، فالمشروع الاستراتيجي للصهاينة العرب هو (تنصيب المشير حفتر رئيسا لليبيا) بسلطات غير محدودة تماما كما السيسي في مصر وكما عروش الخليج… ومن ليبيا يتم “نهش” ثورة الحرية والكرامة وسدّ المنافذ أمامها لإضعافها والتخلص من وجع الراس مثل (الديمقراطية، الانتخابات، المؤسسات)… والعودة الى نظام حكم الفرد الواحد المستبد.

انا من الذين يحتفلون بانتصارات حكومة الوفاق لا لشيء بل لامر واحد وحيد وهو ان معسكر خليفة حفتر هو الاستبداد والإرهاب والظلم والفساد… فلا عجب ان تنزعج الطبقة السياسية العميلة للخارج والتي هي في ذات الوقت تصرح بمعاداتها للديمقراطية والحرية وحقوق الانسان من رموز سياسية (عبير موسي، محسن مرزوق، هيكل مكي)… وهي فئات خارج الابستمولوجي لحركة التاريخ، بعضها وقف به الزمن عند زعامة بورقيبة وبن علي وبعضها الآخر توقف به الفكر السياسي عند التجربة القومية، دون نظرة نقدية.

3. الموقف السليم استراتيجيا

لا يمكن الوقوف على نفس المسافة من الطرفين المتصارعين.. ثمة مشروع ارهابي دموي مدمر لليبيا وتونس والجزائر والمغرب يقوده المشير حفتر لا يمكن الحياد امامه ومعاملته كطرف سياسي.
ان مساندة قوات حكومة الوفاق هو حق لكل الاحرار في تونس ولا تنازل للخونة العملاء الحفتريش لان نجاح ثورة 17 فبراير في ليبيا (عبر حكومة الوفاق) هو سند استراتيجي لثورة الحرية والكرامة في تونس.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

إسماعيل بوسروال

ليبيا.. لا تفاخر بالحياد، يا سيادة الرئيس !

إسماعيل بوسروال أصدرت رئاسة الجمهورية بلاغين عن اتصالين هاتفيين الأول أشار الى تواصل هاتفي بين …

إسماعيل بوسروال

رئيس الجمهورية في النظام البرلماني ليس فرعون مصر

إسماعيل بوسروال 1. خطاب المعايدة… نبرة سياسية استمعت الى خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد لتهنئة …

اترك تعليق