صالح التيزاوي
النظام السياسي في تونس أصبح جثة متعفنة..!! بهذا نطق وليُّ “الفقيه الوليّ”… لا يبدو منطقيا، أن تسعة أعوام كافية لتعفين نظام سياسي!!
ربّما أثبت التّطبيق شيئا من الخلل والقصور.. فهذا أكثر منطقيّة.. وكيف وصل مرحلة التّعفّن وبعض استحقاقاته لم تر النّور بعد (المحكمة الدّستوريّة مثالا) وحبر دستوره لم يجفّ بعد؟! وهل رضا لينين الفرد مؤهّل لإصدار هكذا حكم؟ ليس مستبعدا أن يكون التصريح موجّها للذّئاب الرّابضة على أبواب الخراب، تنتظر الإذن بالإقتحام؟

وإذا كان الأمر، كما يزعم، فهل إصلاح الجديد يكون بأفكار وتجارب أكثر عفونة؟ بعضها مستَوحى من اللّجان الشّعبيّة في نظام معمّر القدّافي الذي أطاحت به ثورة فبراير، بعد حكم دام أربعين سنة، حكم حتّى تعفّنت تجربته وقبرت معه؟ فهل صلحت في ليبيا حتى يستنبتها رضا لينين في تونس؟ وبعض مشروعه مستوحى من دكتاتوريّة البروتاليا، التي تعود إلى عهد التّنطيمات الحديديّة من العهد القديم (اللينيني الستاليني). ارتبط تاريخها بالمجازر المروّعة، فكان مآلها، السقوط والتّعفّن والإنقراض في مواطن نشأتها.. فهل تريد منّا استبدال تجربة وطنيّة خالصة، جعلت من الحرّيّة عنوانها الأبرز بدكتاتوريّة مستوردة، شاخت ثمّ بادت؟ وجانب من خليط أفكاره، مستَمدّ من ولاية الفقيه.. تضع الديمقراطيّة تحت وصاية “حجّة الإصلاح والمصلحين”.. يعقدها ويحلّها بجرّة قلم.. أليست العفونة الحقيقيّة في مزيج أفكارك؟ وإذا سلّمنا معك بأنّ النّطام السّياسي في تونس يعاني من علل وقصور، اعتبرتها تعفّنا.. وهذا من سلامة ذوقك وقدرتك على التّوصيف والتّحليل والتّنظير… حتى لو كان الأمر كما يصف لسانك، من الثّابت أنّك لست الطّبيب المداوي… وبما إنْك تكثر من استعمال كلمة “تعفّن” وتستعملها، كلّما عوت الذّئاب على رأس تجربة غضّة في التّحوّل الدّيمقراطي، فيمكنك أن تضع تجربتك على ذمّة المعاهد الجرثوميّة في زمن الكورونا.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.