عبد اللّطيف درباله
المقال التحليلي الكامل للتصريحات الإعلامية الأخيرة للأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي لإجراء إستفتاء شعبيّ.. وتغيير النظام السياسي:
دعوة الطبّوبي تعكس مأزقا واضطرابا ولخبطة.. نتيجة تصاعد الانتقادات والاتهامات له ولقيادته..
وهو مجرّد رسالة تهديد إلى الطبقة السياسيّة الحاكمة.. وللنهضة خصوصا.. بالإطاحة بهم.. إن لم يمنعوا معارضة ونقد قيادة الاتّحاد..!!

مرحلة من التخبّط والاضطراب والضّيق.. أصبح من الواضح أنّ الاتّحاد العام التونسي للشغل.. وقياداته.. وعلى رأسها الأمين العام نور الدين الطبوبي.. يعيشونها بسبب تصاعد موجة وحدّة الانتقادات اتّجاههم.. وبسبب تنامي معارضة توجّههم السياسي.. وهيمنتهم السلبيّة على عديد القطاعات.. ومن ربط منظّمتهم وبعض قياداتها ببعض الفاسدين والمتنفّذين.. أو المتواطئ معهم.. أو استعمال نفوذ الاتحاد لحمايتهم ومنع محاسبتهم..!!
وتبدو قيادات الاتّحاد منزعجة جدّا.. لكونها وكلّما نجحت في إسكات كلّ الطبقة السياسيّة عن التجرّأ على التعرّض للاتّحاد ونقده.. بمن فيهم القيادة الرسميّة لحركة النّهضة خلافا لتوجّهها السّابق من سنة 2011 إلى سنة 2013.. طلعت لها طبقة وفئات سياسيّة أخرى خارجة عن السيطرة..!!
بعد أن نجح الإتّحاد العام التونسي للشغل طوال سنوات ما بعد الثورة.. في ممارسة الضّغط الهائل والرّهيب على كلّ القوى السياسيّة.. و”دجّنها” جميعا.. فأصبحت كلّ القوى والأحزاب والشخصيّات السياسيّة بمختلف ألوانها.. بمن فيهم رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة.. “يسبّحون بحمد” اتحاد الشغل.. ويقدّسون “سماحة” الأمين العامّ.. ويتبرّكون به.. ويستشيرونه في كلّ كبيرة وصغيرة.. ولا يجرؤون حتّى على قول كلمة حقّ في ما يخصّ اتّحاد الشغل وقيادته..متى كانت واجبة.. فقد طلعت له.. مرّة أخرى.. ومن جديد.. فئة سياسيّة خارجة عن السّرب الذي ربّته.. ولا تدور في فلك بقيّة الطبقة السياسيّة “المدجّنة” اتّجاه الاتّحاد..!!
نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتّحاد العام التونسي للشغل أطلق يوم الإثنين 18 ماي 2020.. جملة من التهديدات والرسائل السياسيّة بعضها مكشوف.. وبعضها مبطّن..!!
فخلال استضافته ببرنامج “البلاد اليوم” على أمواج الإذاعة الوطنية.. هاجم الطبّوبي النظام السياسي الحالي بقوّة قائلا:
“10 سنوات ذهبت هباء من عمر الشعب التونسي خاصة في ظلّ الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها البلاد.. ظهر بالكاشف أنّ هذه الجمهورية الثانية لم تحقّق شيئا من انتظارات الشعب التونسي.. خاصّة بعد الثورة.. وخاصّة بعد ظهور طبقة سياسية ثورجيّة..
ماذا استفاد منها الشعب التونسي؟
هذه الطبقة التي أصبحت ترمي المنظّمات الوطنية بالحجارة..”..!!
واعتبر الطبوبي أنّ “البلاد تعيش أزمة سياسية بامتياز”.. داعيا إلى “إجراء استفتاء شعبي لتقييم النظام السياسي.. وتقييمه إن كان ناجحا أو فاشلا.. أم أنّه يساعد توجّها سياسيا معيّنا يسعى الى السيطرة على مفاصل الدولة دون مراعاة مصلحتها..؟”..!!
**(بقيّة نصّ تصريح الطبوبي كما نقلته عنه صحيفة “الشارع المغاربي”.. تجدونه منشورا بتعليق مرفق بالمقال)
كلام نور الدين الطبوبي يبدو مقبولا ومعقولا للوهلة الأولى.. فالنظام السياسي ما بعد الثّورة يعدّ فاشلا فعلا..!!
وقد عجز عن تحقيق طموحات وانتظارات الشعب التونسي ما بعد الثّورة..
لكنّ كلام الطبوبي قد يفهم منه أيضا نوع من المقارنة بما كان عليه الأمر قبل الثّورة.. واعتباره إيجابيّا.. وكأنّ سنوات ما قبل الثورة لم تكن “ضائعة” من الشعب التونسي.. نفس تلك الأيّام التي أمكن فيها لبن عليّ “تدجين” قيادة الاتّحاد نفسه.. وجعله يدور في فلك السلطة.. و”تثمين إنجازات صانع التغيير” وتقدير “رعايته الموصولة للطبقة الشغيلة”.. كما كانت قيادات الاتّحاد وأمينه العامّ تصرّح باستمرار طوال سنوات طويلة إلى آخر أيّام بن علي..!!!
كلام الطبوبي عن فشل النظام السياسي كان يبدو موضوعيّا وعقلانيّا.. لولا أنّه كشف الغاية الحقيقيّة منه.. وأسبابه الخفيّة.. من خلال عبارة “هذه الطبقة التي أصبحت ترمي المنظّمات الوطنية بالحجارة”..!!!
أي أنّ ما يقلق أمين عام اتحاد الشغل في النظام السياسي وفي الطبقة السياسيّة.. ليس أساسا تقصيرها في تحقيق مطالب الشعب التونسي وسبل العيش الكريم له.. وإنّما أساسا أنّ هذا النظام السياسي أفرز طبقة سياسيّة أصبح جزء منها “يرمي المنظّمات بالحجارة.”. ولا يمكن المساس به مع ذلك..!!
والمعنى واضح وصريح.. فهو تضايق الطبّوبي من الاتّهامات الموجّهة إلى منظّمته اتّحاد الشغل من بعض الطبقة السياسيّة الحاليّة..!!
وهي في نظر الطبوبي وقيادة الاتّحاد “جريمة لا تغتفر”..!!
فلقد حوّلوا إتحاد الشغل إلى منظّمة “مقدّسة” فوق النقاش والنقد والإنتقاد.. وممنوعا “الاقتراب أو التصوير” أو التصريح أو التلميح.. في ما يخصّها..!!
كأنّ لسان حال الطبّوبي يقول إمّا أن تسكتوا عن نقد الاتّحاد وإظهار أخطائه.. وأن تمتنعوا عن تناول قياداته بالنّقاش والانتقاد والرّأي الجريء.. أو أنّنا سنقود.. أو سننضمّ.. إلى الحملة الدّاعية إلى تغيير النظام السياسي برمّته..!
في المقابل.. وفي دعوته للاستفتاء الشعبي.. وتهديده بتغيير النظام السياسي.. فإنّ أمين عام الاتّحاد العام التونسي للشغل.. نور الدين الطبّوبي.. لم يوضّح للشعب التونسي.. كيف وعلى أيّ أساس سيجري الاستفتاء المزعوم.. والتغيير الموعود للنظام السياسي..؟؟!!
فالاستفتاء لا يتمّ بحسب الدستور التونسي.. إلاّ في حالتين اثنتين:
- الحالة الأولى جاء بها الفصل 82 من الدّستور.. وهي أن يقرّر رئيس الجمهوريّة قبل ختم قانون ما أن يعرضه على الإستفتاء الشعبي.. بشرط أن يتعلّق القانون بالمعاهدات أو بالحريّات وحقوق الإنسان أو بالأحوال الشخصيّة.. وأن يكون مصادقا عليها من قبل مجلس نواب الشعب..
كما أنّ الاستفتاء لا يأتي رأسا ليقرّر الشعب مباشرة ما يشاء.. باقتراح من أيّ جهة.. وإنّما هو في الحالات المحدّدة يقع اللّجوء إليه من طرف رئيس الجمهوريّة.. لكن فقط في ما يقرّره ويصادق عليه مجلس نواب الشعب مسبقا..!! - الحالة الثانية تتعلّق بالفصل 144 الخاصّة بتعديل الدّستور.. والتي سنتعرّض لها في الفقرة الموالية..
فتغيير النظام السياسي.. يستلزم وجوبا تغيير وتنقيح الدستور.. والذي يخضع لأحكام الباب الثامن من الدستور.. وللفصلين 143 و144.. والتي تعطي الحقّ بالمبادرة في اقتراح التعديل لكلّ من رئيس الجمهوريّة أو لثلث نواب مجلس الشعب..
على أن تُعْرَضَ مبادرة التنقيح وجوبا على المحكمة الدستوريّة بطريقة مسبقة.. لإقرار أنّها لا تتعلّق بما لا يجوز تعديله في الدستور..
ويجب أن يصادق مجلس نواب الشعب على التعديل بأغلبيّة الثلثين..
ويمكن لرئيس الجمهوريّة في هذه الحالة إن شاء عرض التعديل بعد المصادقة عليه على الاستفتاء الشعبي لإقراره إن حظي بموافقة الأغلبيّة..
يعني في الحالتين.. وسواء تعلّق الأمر بالفصل 82 أو بالفصلين 143 و144 من الدستور.. فإنّ الإستفتاء لا يتمّ إلاّ على قرارات صادق عليها مجلس نواب الشعب قبلا..!!
وفي حالة تغيير النظام السياسي الذي يستلزم بالتأكيد تنقيح الدستور.. فإنّ ذلك يوجب الحصول على موافقة ثلثي أعضاء مجلس نواب الشعب..!!
فهل أنّ لاتّحاد الشغل.. حتّى ولو كان رئيس الجمهوريّة معه افتراضا.. أغلبيّة الثلثين بالبرلمان لتمرير مثل ذلك التنقيح..؟؟!!
وكيف يريد نور الدين الطبوبي تغيير النظام السياسي أصلا لسحب البساط من تحت أقدام حركة النهضة وائتلاف الكرامة.. كما تفيده وتدلّ عليه تصريحاته وعباراته صراحة.. والحال أنّهما يمثّلان أكثر بقليل من ثلث نواب الشعب.. بما يستحيل معه تمرير تعديل للدستور ضدّ مصلحتهما..!!
طبعا دون احتساب نواب آخرين سيعارضون بالتأكيد كلّ تغيير للنظام السياسي الحالي..!!
هذا دون أن نتحدّث عن غياب المحكمة الدستوريّة أصلا حتّى اليوم.. والذي يجعل الباب الثامن من الدستور غير ممكن التطبيق عمليّا..!!!
إلاّ اذا كان الطبوبي.. واتّحاده.. وآخرين نعرفهم أو لا نعرفهم.. سيقودون تغييرا بالقوّة خارج إطار الدستور والقانون..!!!
فتلك قصّة أخرى..!!!
كما أنّ أمين عام إتّحاد الشغل الطبّوبي.. لم يقل لنا كيف أنّه وبعد تغيير النظام السياسي.. فإنّه سيضمن تغيير الطبقة السياسيّة تماما.. بحيث تكون خالية ممّن “يضرب المنظّمات الوطنيّة بحجر”.. وممّن ينقد اتّحاد الشغل وقياداته..؟؟!!
أم أنّ الطبّوبي سيشترط مثلا في النظام السياسي الجديد فصولا قانونيّة أو دستوريّة تمنع انتقاد المنظّمات الوطنيّة.. وتمنع كشف تجاوزات قياداتها..؟؟!!
هل يريد الطبّوبي.. بعد الثّورة.. نظاما سياسيّا يسمح بحريّة ممارسة النشاط السياسي.. وبحريّة الإعلام والرأي والفكر والتعبير.. وبنقد مؤسّسات السلطة.. من رئاسة الجمهوريّة إلى رئاسة الحكومة مرورا بالبرلمان.. ويسمح بمعارضة ونقد رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب والنواب أنفسهم والوزراء وأعضاء الحكومة.. لكنّه في المقابل يجرّم معارضة وانتقاد المنظّمات.. وخصوصا اتّحاد الشغل وقياداته..؟؟!!!
هل يريد نور الدين الطبوبي نظاما سياسيّا يصنع طبقة سياسيّة خالية من معارضي اتّحاد الشغل.. كما يُصْنَعُ الحليب الخالي من الدّسم..؟؟!!!
تتأكّد هذه النّزعة الإقصائيّة أكثر في فكر وكلام الطبّوبي.. وتكشف عقدته الجديدة اتّجاه النقد والمعارضة ليس للاتّحاد كمنظّمة في حدّ ذاتها.. وإنّما لقيادة الاتّحاد بمن فيها من أشخاص.. وذلك من خلال بعض ما جاء أيضا في حواره الإذاعي يوم الإثنين.. عندما تحدّث عن اللّقاء الأخير في وسط الأسبوع الماضي مع رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد.. حين صرّح الطبّوبي “طبعا الاتّحاد ضدّ توظيف الحريّة في مفهومها الضيّق”..!!
ثمّ يضيف قائلا بأنّ “الحصانة أصبحت تستعمل للتهجّم والتشهير والقدح والكلّ ضدّ الكلّ.. هذا غير منطقي بالمرّة وفيه ترذيل للمشهد السياسي.. شخص متحصّل على 1000 صوت تقريبا يهدّد رئيس تحصّل على قرابة 3 ملايين صوت ويقول له نوجّه لك الإنذار الأخير.. شكون الناس هذي؟.. فيقوا على أرواحكم.. الحصانة تكون لإصلاح الوضع وليس لمثل هذه الممارسات.. عاصفة باش تجي وستأكل الأخضر واليابس”..!!
من الواضح أنّ المقصود بهذا التصريح هو مباشرة النائب سيف الدّين مخلوف رئيس إئتلاف الكرامة.. باعتباره هو من وجّه تلك العبارة لرئيس الجمهوريّة..!!
لكن.. وبقطع النّظر عن مدى صحّة وسلامة مثل ذلك التصريح لمخلوف ضدّ رئيس الجمهوريّة.. فإنّ كلام الطبّوبي يحيل إلى معاني مقلقة.. وإلى استنتاجات مدهشة..!!!
فإذا ما اعتبر الطبّوبي أمين عام الاتّحاد أنّ النائب سيف الدّين مخلوف يتحصّن بالحصانة البرلمانيّة ليطلق مثل تلك التصريحات.. فهل يعني ذلك أنّه لو كان مواطنا عادّيا أو سياسيّا لا يتمتّع بالحصانة.. فإنّه كان سيتعرّض للهرسلة.. بتتبّعه ومحاسبته ومحاكمته وعقابه.. لأنّه تجرّأ وقال بأنّه “يوجّه الإنذار الأخير لرئيس الجمهوريّة”..؟؟!!
هل أنّ إصلاح النظام السياسيّ الذي أصبح يدعو له الطبّوبي.. سيتضمّن أيضا منع نقد رئيس الجمهوريّة.. سواء من المواطنين العاديّين أو حتّى من النواب الشعب المنتخبين.. وأنّ من لا يملك حصانة سيقع مثلا اعتقاله أو سجنه من أجل مثل تلك التصريحات المعارضة أو المنتقدة أو حتّى المتهجّمة في حدود السياسية.. تماما كما كان يحصل زمن الديكتاتوريّة في عهدي بن عليّ وبورقيبة..؟؟؟!!!
الحقيقة أنّ الجميع يعلم بأنّ نور الدين الطبوبي لم يكن يدافع عن رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد من تهجّم سيف الدّين مخلوف وائتلاف الكرامة عليه.. وإنّما هو يدافع عن نفسه ومن معه من قيادات الاتّحاد.. لكونه منزعجا أصلا منهما لأنّهما يهاجمانه هو ومنظّمته وقياداتها المركزيّة والجهويّة.. وذلك باستمرار منذ ظهروا على الساحة السياسيّة وبدوؤا حملتهم الإنتخابيّة..!!
إنّ أكثر ما يقلق اتّحاد الشغل اليوم.. وأمينه العام الطبّوبي.. وكلّ أركان قياداته.. ليس فقط بعض الأحزاب أو القوى السياسيّة.. مثل إئتلاف الكرامة أوسيف الدّين مخلوف.. وإنّما يقلقه كلّ من يجرأ على الاتّحاد بكلمة حقّ أو نقد أو رأي آخر أو معارضة..!!!
حتّى ولو كان القضاء مثلا.. أو منظّمات مكافحة الفساد.. كما تثبته تصريحات وممارسات قيادات الاتّحاد كلّ يوم.. وتعاملهم السلبي حتّى مع القضايا والملفّات التي تعرضها المحاكم ومنظّمات الشفافيّة..!!!
من الواضح أنّ تهديدات الطبّوبي الإذاعيّة الجديدة.. موجّهة بالدّرجة الأولى إلى حركة النّهضة.. من خلال العبارة الواردة بكلام الطبّوبي وهي: “أم أنّه (النظام السياسي الحالي) يساعد توجّها سياسيا معيّنا يسعى الى السيطرة على مفاصل الدولة دون مراعاة مصلحتها..؟”.. وهي التهمة الموجّهة عادة إلى النّهضة من عدّة منافسين سياسيّين.. ومن قيادات المكتب التنفيذي للاتّحاد نفسه..!!
ولعلّ الرسالة المفهومة من ذلك هي أنّها موجّهة أساسا إلى حركة النهضة.. بأنّ عليها إسكات صوت إئتلاف الكرامة النّاقد والمهاجم بشدّة للاتّحاد.. والذي ينظر له على أنّه امتداد للنّهضة أو مقرّبا منها أو هو ذراعها الخفيّة.. كما تصرّ أو تعتقد أو تحاول الاعتقاد الكثير من الشخصيّات والقوى السياسيّة..!!
بما يعني أنّ الطبّوبي يدعو النهضة إلى إسكات إئتلاف الكرامة.. أو أنّه سيدعو إلى قلب “الطاولة السياسيّة على رأسها”..!!!
إنّ التصريحات الإعلاميّة الصّاخبة والساخنة والحادّة التي افتتح بها الأسبوع الاخير من رمضان.. أمين عام اتّحاد الشغل نور الدّين الطبّوبي.. تبدو مجرّد محاولة لتوجيه رسائل سياسيّة مبطّنة.. ومهدّدة.. للطبقة السياسيّة الحاكمة بالذّات..وهي أساسا الحكومة ورئيسها إلياس الفخفاخ.. وكذلك للحزب الأقوى حاليّا وهو حركة النّهضة.. بضرورة فعل ما بوسعهم لكبح جماح موجة المعارضة لاتّحاد الشغل.. والسّعي لوقف موجة الانتقاد والملفاّت في مواجهة قيادات الاتّحاد.. وإلاّ فإنّه سيخوض حربا سياسيّة ضدّهم.. بدعوى فشلهم وضرورة تغيير النظام السياسي برمتّه.. بهدف الإطاحة بهم لا غير..!!!
كنّا تساءلنا سابقا على غلاف العدد (19) من جريدة “عين” الورقيّة في نهاية سنة 2012.. أيّام الأمين العامّ السابق حسين العبّاسي:
“هل هربنا من ديكتاتوريّة بن عليّ لنسقط في ديكتاتوريّة الإتّحاد..؟؟”..
ويبدو أنّ السؤال لا يزال نافذ المفعول حتّى اليوم.. وحتّى مع الأمين العامّ الحالي نور الدين الطبوبي..!!!
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.