الحبيب بوعجيلة
نقاش سياستنا الخارجية موضوع جدي تناقشه العقول الوطنية لا من تربى بوقا لنظام الارتهان والخوف من الكبار الاستعماريين.
طبعا كل وطني شريف يرفض أن تكون تونس قاعدة لوجيستية للحرب مع أو ضد أي طرف من الأطراف المختصمة في الشقيقة ليبيا رغم أن هذا الرفض خلع لأبواب مفتوحة فلا أحد يحكم تونس سيجرؤ على هذا الجرم مهما كانت اصطفافاته مع الأطراف المتحاربة هناك…
تونس وشعب تونس ليس من مصلحته إلا سلام وتوافق بين أشقائنا الليبيين وحقن دمائهم وصيانة وحدة ترابهم وقطع كل يد تريد أن تخوض صراع لعبة الأمم على ثروات الشقيقة ليبيا… أنجزت تونس ثورة حتى لا يكون قرارها الوطني مرتهنا لاي تدخل خارجي او صراع لوبيات خارجية في قلب الدولة كما كان الأمر في فترات هرم الزعيم بورقيبة وفي فترات ارتهان نظام التسلط النوفمبري بشهادات مؤرخين ورغم مزاعم الكاذبين باستقلال قرارنا الوطني دائما…
لا احد ينكر فعلا أن ضعف طبقتنا السياسية التونسية بعد الثورة قد دفع أطرافها الى الاستقواء بالمحاور الدولية والى تحويل صراعات المنطقة بين القوى الدولية الى صراع تونسي تونسي… ولهذا ارتبك التابعون حين بدأت البلاد تدشن تفاوضا شعبيا علنيا على الحكومات بعد انتخابات 2019 بعد أن كانت تجري في غرف مغلقة وبتدخل اجنبي كما يعترف الجميع حين يختلفون ويتفاضحون… سؤال استقلالية قرارنا الوطني وعدم التدخل في شؤون غيرنا هذه قضايا تناقش بعقل بارد وعلى قاعدة قراءة حكيمة لمصلحتنا الوطنية وليس عبر مناكفات سطحية بين منحازين الى مصالح أمم أخرى… تعالوا نناقش أين تكون مصلحتنا كتونسيين في مسارات بلدان الجوار وحتى في الهونولولو… لكن بعقول استراتيجية براغماتية لا باستقطابات هي في اغلبها وكالة أحنبية…
تعالوا نناقش بهدوء وسنكتشف عندها من يحب تونس ولا شيء غير تونس الحاضنة لمصالح امتها ومن يمثل مصالح أعدائها والحاقدين عليها…
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.